السؤال
ثبت في ترجمة الإمام ابن قدامة المقدسي -عليه رحمة الله- أنه كان يقرأ بعد كل صلاة صبح آيات الحرس وسورا أخرى، والمطلوب: نرجو أن تتكرموا علينا بأن تبينوا لنا الحديث الذي يشير إلى تلك الآيات الكريمات مع ذكر ما تيسر من طرق وألفاظ الحديث إن وجدت، وإن كان الحديث ضعيفا هل يدخل في استحباب العمل بالحديث الضعيف حيث إن العلماء اتفقوا على استحباب العمل بالحديث الضعيف؟ وجزاكم الله تعالى عن الإسلام خير الجزاء.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا لم نطلع على أحاديث تتعلق بآيات الحرس، وقد ذكر السيوطي في الإتقان أن كثيرا مما ينقل من خواص القرآن لا مستند له إلا تجارب بعض الصالحين، وذكر في الأمر بعض الأحاديث وليس فيها آيات الحرس، وقد ذكر أبو شامة في الباعث على إنكار البدع، أن من البدع جمع آيات مخصوصة، يقرؤها الناس وحدها ويسمونها آيات الحرس وذكر أنه لا أصل لذلك.
وما ذكر أبو شامة تابعه فيه بعض المعاصرين وهو يدل على عدم أصل لهذا في الأحاديث، ولكن نقل مثل هذا عن ابن قدامة وحكاية ابن رجب والذهبي وابن مفلح لقيامه بذلك يدل على أن التبديع به ليس محل اتفاق، وقد نقل أيضا عنه القيام بهذا في مجلة البحوث التابعة للرئاسة العامة للبحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة ولم ينكروا ذلك عليه.
هذا وننبه إلى أن قول السائل أن العلماء اتفقوا على استحباب العمل بالحديث الضعيف ليس على إطلاقه، فالمسألة فيها خلاف وقد ذهب الجمهور إلى القول بالعمل بالضعيف إذا لم يشتد ضعفه وكان مندرجا تحت أصل شامل ولم يعتقد عند العمل به ثبوته..
وراجع هاتين الفتويين: 41058، 74604.
والله أعلم.