السؤال
أريد الذهاب إلى العمرة لكن توجد عندي مشكلة، حيث كل ما أسعل -أقح- ينزل ماء لا إراديا, أخاف وأنا أصلي في الحرم أن يحدث معي ذلك والحمامات تكون بعيدة عني. هل يجب الوضوء والاستحمام كلما حصل معي ذلك؟ الرجاء إبلاغي بالحل وهل يجوز أن أضع فوطة وأكمل الصلاة؟ أفيدوني جزاكم الله كل خير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الماء الذي يخرج منك هو من الرطوبات التي هي من محل الولد فهو طاهر على الراجح، ومن ثم فلا يجب التحفظ منه، وهو ناقض للوضوء عند الجماهير، وانظري الفتوى رقم: 110928.
وأما إن كان هذا الماء بولا فهو نجس بالاتفاق، ويجب تطهير البدن والثياب منه ثم الوضوء، وأما الغسل فلا يجب إلا بخروج المني شريطة أن يخرج بشهوة إذا كان في اليقظة كما رجحه كثير من أهل العلم.
ثم إذا كان هذا الماء الذي يخرج منك يكثر خروجه جدا بحيث يغلب على ظنك أنك لا تجدين وقتا في أثناء وقت الصلاة يتسع للطهارة والصلاة، فحكمك حكم المصاب بالسلس، تتحفظين وتتوضئين بعد دخول الوقت، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، وينتقض وضوؤك بخروج الوقت.
وأما إذا كان لا يستغرق جميع الوقت بحيث تجدين وقتا يسع فعل الطهارة والصلاة، فلست مصابة بالسلس ويجب عليك أن تتوضئي وتصلي في هذا الوقت، ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 114190، 102413، 119395.
وعليه، فلا إشكال البتة إذا نزل منك هذا الماء وأنت في الحرم، فإنك إذا كنت من المعذورين، وتوضأت بعد دخول الوقت، فإنك تمضين في صلاتك ولا شيء عليك، وإذا لم تكوني من المعذورين فإن طهارتك تنتقض بخروج هذا الماء، ويلزمك أن تعيدي الوضوء ولا إشكال في هذا بحمد الله لأن أمر الوضوء يسير.
وعلى أية حال فإن وضع فوطة هو الأولى في حقك احترازا من تلويث شيء من أرض الحرم، وننصحك بمراجعة طبيبة ثقة، في أمر هذا السعال امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي.
والله أعلم.