هل يجب تتبع الصحف الملقاة المحتوية على ذكر الله

0 306

السؤال

نحن في مصر توجد عندنا مناطق شعبيه كثيرة، وهذه المناطق بها من الإهمال والقذارة مالا يعلمه إلا الله، ويكثر بها أوراق الجرائد الملقاة على الأرض مع ما قد يكون بها من أسماء الله. والسؤال:
إذا كنت أسوق سيارتي فهل يجب علي كلما رأيت ورقة جريدة ملقاة أن أوقف سيارتي وأتناول الورقة التي قد يكون بها اسم من أسماء الله، فكما تعلمون أن ورق الجرائد يغلب الظن أن بها أسماء الله؟ وما الحكم لو كنت راكبا لتاكسي أو ميكروباص فهل أيضا إذا رأيت ورقة في الشارع وأنا راكب هل يجب علي أن أنزل وأحضر تلك الورقة؟ الرجاء الاهتمام بهذا الأمر فهو متكرر معي.أم أن الذنب على من ألقاها؟ وكما تعلمون أن هذه الجرائد عندنا في مصر يمتهنها الكثير فالباعة يستخدمونها في لف بضائعهم أو غير ذلك والناس تلقيها مع الزبالة، مع العلم أنى لا أفعل أيا من ذلك وأحذر منه. فهل نحن المتدينين يجب علينا كلما رأينا ورقة أن نأخذها من الشارع؟
الرجاء الرد بتفصيل على جميع النقاط بارك الله فيكم، لأن هذا الموضوع يشغلني ويشغل الكثير من المتدينين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمسلم إلقاء الأوراق والصحف والمجلات التي تحتوي على آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، أو على أسماء الله تعالى أو أسماء رسله أو ملائكته، ولا يجوز استعمالها بتغليف المأكولات أو غيرها أو فرشها للطعام ونحو ذلك من أنواع الامتهان، كما سبق بيانه في الفتويين رقم: 73022 ، 1064.

وينبغي أن تجعل في مكان يصونها عن الإهانة، أو يتخلص منها بدفنها في أماكن طاهرة ونظيفة، أو حرقها، أو بإعدامها بالماكينة العادمة المعروفة الآن، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 660 .

ومن رأى مثل هذه الأوراق في الطريق وبها شيء معظم مما سبق، وجب عليه أن يأخذها ويصونها أو يتخلص منها بما سبق ذكره، ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ولا يجب عليه تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، فيوقع نفسه في الحرج والمشقة البالغة، فإن هذا منفي عن الشريعة. كما قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج. {المائدة: 6}. وقال سبحانه: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج. {الحج: 78}.

 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا. رواه البخاري.

ونظرا لما في هذا من الكلفة الشديدة والحرج الواضح، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر، ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام ما يجب احترامه، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين التاليتين: 50107 ، 68289.  

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات