الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فإن احترام أسماء الله سبحانه وتعالى واجب ولا يجوز تعريضها للإهانة.
قال تعالى: [ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ] (الحج: 30).
وقال تعالى: [ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ] (الحج: 32).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يذكر اسم الله إلا على طهارة، كما في حديث المهاجر بن قنفذ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وهذا من عنايته صلى الله عليه وسلم باسم الجلالة، فعلينا أن نحافظ على الاعتناء باسم الله تعالى ولا نتركه مرميا في القمامات، بل نحرقه أو نمحوه مما كتب عليه، سواء كان بحوزتنا أو وجدناه مرميا في القمامة.
وننصح أصحاب المؤسسات أن لا يعرضوا الاسم الكريم للامتهان، فعليهم أن يكتبوا أسماء لا يوجد بها اسم الله تعالى.
ثم إن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر لا ينبغي أن يمل أو ييأس عند عدم استجابة المدعوين.
بل يتعين عليه أن يصبر كما صبر الأنبياء ويدعو للمدعوين ويعلم أن واجبه هو الإرشاد والتوجيه، وأما استجابة الناس فهي أمر لا يملكه إلا الله، وقد قال: [إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ] (القصص: 56).
فواجب النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منوط بكل الأمة.
قال الله تعالى: [وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ] (لقمان: 17).
وفي الحديث: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وعلى هذا، فإن الاتصال بالشركات لنصح القائمين عليها واجب على المستطيع.
وأما من رأى أوراقا في الطريق وعلم أن بها اسما من أسماء الله فالواجب عليه أخذه ودفنه في مكان محترم أو تخريقه أو حرق المكتوب فيه ولا يجب عليه تتبع الأوراق للتأكد من عدم وجود اسم الله فيها، ونظرا لما في هذا من الكلفة فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بغض البصر ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع حتى يتعاون الجميع على احترام أسماء الجلالة، وحتى يفوت من غض بصره بعضها.
وأما المبارك فليس من أسماء الله الحسنى، إذ لم يثبت نص يدل عليه، ومن المعلوم أن أسماء الله توقيفية.
وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 1064، 660، 15877، 26385.
والله أعلم.