السؤال
وأنا أتصفح الإنترنت، وقعت عيني على منتدى خبيث يسعى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، ووجدت موضوعا يحمل عنوان: أريد أن أسلم فساعدوني، لا أعرف إن كان كاتب الموضوع صادقا أم كاذبا.
وخلاصة الموضوع أنه يقول بأنه سيعلن إسلامه بمجرد أن يجد جوابا مقنعا لسؤاله.
يقول: إن نبيكم محمدا يقول إن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، فما رأيكم أن نقول لملك السعودية أن يفتح قبر نبيكم محمد ونرى إن كان ما يزال جسده سالما.
أنا لم أشأ أن أرد عليه من فهمي المتواضع، فسؤال خبيث كهذا يحتاج أدلة وبراهين. فساعدوني للإجابة على هذا السؤال.
وجزاكم الله عني كل خير. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على غيرتك على دين الله، وحرصك على الدفاع عنه ضد أعدائه، ولكن ينبغي أن تعلمي أنه ينبغي لكل مسلم أو مسلمة أن يجتنب الدخول على مثل هذه المواقع المشبوهة إن لم يكن له من العلم ما يستطيع به الرد على شبهات أهل الباطل. وراجعي الفتوى: 29347.
ثم إن مثل هؤلاء الملحدين ينبغي جرهم إلى الحوار إلى قضايا الإيمان الأساسية وأن يعرف بالرب سبحانه وتعالى، فإذا عرفه حق معرفته سهل عليه أن يصدق أخباره ويؤمن بما جاء به شرعه، وأما الاسترسال مع أمثال هذه المطالب لهؤلاء الملحدين فلا يجدي، إذ لا يجوز شرعا أو عادة أن يحقق له مثل هذا المطلب وهو على علم بذلك، وإنما يهدف بهذا إلى التشكيك في صحة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقديما قد سأل أسلافه من الكفار مثل ما سأل عن آيات وعدوا أن يؤمنوا إذا رأوها فلم يؤمنوا بعد ما رأوها، روى الإمام أحمد عن جبير بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصار فرقتين: فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمد. فقالوا: إن كان سحرنا، فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
قال تعالى: اقتربت الساعة وانشق القمر*وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر [القمر: 1 - 2]، وقال سبحانه: إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون*ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم { يونس:97،96}، وقال تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملآئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون [الأنعام:111].
فنوصيك أن لا تلتفتي إلى وساوس شياطين الإنس، وأن تتيقني ما جاء به خبر الصادق المصدوق من كون الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أوس بن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قال قالوا يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون بليت. فقال: إن الله -عز وجل- حرم على الأرض أجساد الأنبياء.
ولا غرابة في هذا عند من علم أن الله على كل شيء قدير.
والله أعلم.