السؤال
أنا بفضل من الله مسلمة في طريق الالتزام، وأسأل الله التوفيق والثبات. إثر صلاة الجمعة اقترحت علي أخت في الله أن أتعرف على قريب لها بنية الزواج.
المشكلة تتمثل في أنه يستوجب علي أن أقابل ذلك الشخص في الأول وأنا لا أستطيع التعويل على أبي أو أخي لأصطحبه معي، فعائلتي ليست ملتزمة وحتى أمي متوفاة وأنا في موقف حرج، من ناحية أرغب في الزواج من باب تقوى الله، ومن ناحية أخرى أحس بالضيق لأنني لا أجد ظروفا ملائمة لأتزوج حسب هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم. فأفتوني جزاكم الله خيرا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يثبتك على طريق الطاعة والاستقامة، وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، ويكون عونا لك على طاعة الله، فالزواج من أعظم ما يعين الشباب على العفة والاستقامة، ولذلك فقد حض الشرع الشباب على الزواج، وأرشد الأولياء إلى تعجيل زواج الفتاة إذا تقدم إليها ذو دين وخلق، وأباح للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم: 108281.
وقد أباح الشرع لمن أراد خطبة امرأة أن ينظر إليها وتنظر إليه حتى يحصل القبول بينهما، والراجح أنه لا يشترط للنظر إلى المخطوبة إذنها ولا إذن وليها.
ولكن الشرع لا يبيح التعارف بين الرجال والنساء الأجانب ولو كان بغرض الزواج، وإنما المشروع أن من أراد زواج امرأة أن يخطبها من وليها، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها.
فإذا كان هذا الرجل يريد خطبتك فله أن ينظر إليك دون حاجة إلى إذن أهلك أو إذنك، بشرط ألا تحصل خلوة وتراعى الضوابط الشرعية، فإذا حدث القبول فإنه يتقدم لوليك ليخطبك منه.
وليس من حق وليك أن يمنعك من زواج من يكون كفؤا لك دون سبب مقبول، وإذا فعل ذلك فإن الولاية تنتقل لغيره من الأولياء أو للقاضي الشرعي ليزوجك، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 7759.
وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري وتلتزمي حدود الشرع، قال تعالى: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله. {النور: 33}.
ومما يعينك على ذلك الاستعانة بالله والتوكل عليه، والحرص على مصاحبة الصالحات، وتقوية الصلة بالله وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنه قريب مجيب.
والله أعلم.