السؤال
منذ فترة وأنا لم أكلم أبي وأمي بسبب تفضيلهما لأختي علي، ووصل الأمر أنهم سبب الوقيعة بينى وبينها، والتحدث عني في غيابى للناس بشكل يشوه صورتي، ولأنه ليست هناك مصالحة مني. فهل ابتعادى لفترة حتى تهدأ الأمور يعتبر عقوقا مع أني في كل صلاة أدعو لهم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن بر الوالدين من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقهما من أعظم الذنوب، ومن أهم أسباب سخط الله.
أما عن سؤالك، فإذا كان والداك يفضلان أختك عليك ويقومان بالوقيعة بينكما، فهما مخطئان، فإن الواجب على الوالدين أن يعدلا بين أولادهما، ويحتنبا كل ما يثير التشاحن والتباغض بينهم، لكن خطأهما لا يبيح لك قطيعتهما أو الإساءة إليهما والتقصير في برهما، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك. قال تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون. { لقمان:14}.
فما تفعلينه من هجر والديك هو من العقوق الذي نهى الله عنه، والذي هو من أكبر الكبائر، فعليك بالمبادرة بصلة والديك وبرهما والإحسان إليهما قبل أن يفجأك الأجل أو يفجأهما، فإن الآجال علمها عند الله والإنسان لا يدري ما في غد، ويمكنك نصحهما برفق وأدب مع مداومة الدعاء لهما، واعلمي أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يوجد المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. {فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 40427.
والله أعلم.