من أسباب حب المؤمن لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم

0 357

السؤال

كنت قد أرسلت لكم سابقا سؤالا يقول (لماذا نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ )
وقد أحلتموني وفقكم الله إلى أجوبة لا تمت لسؤالي بأي صلة، وذلك لأني لا أسأل عن حكم حب الله ورسوله، ولا أسأل عن فضل ذلك وأجره ونفعه.
ولكن سؤالي هو عن (السبب) وليس عن الحكم والنتيجة، أي لأي سبب (لماذا) نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ وما حكم القول بهذا السؤال؟ وهل القول بهذا السؤال هو من النفاق والكفر؟ أم هو سؤال يباح أن يسأله أي أحد سواء أكان مؤمنا أم غير مؤمن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أسباب حبنا لرسولنا صلى الله عليه وسلم أن الله أوجب محبته، وجعل حبه شرطا في صحة إيماننا، وبه تنال حلاوة الإيمان ففي الصحيحين: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. وفي حديث الصحيحين: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. وفي رواية لأحمد: ومن نفسه.

ويضاف إلى هذا أن حسن أخلاقه وكرم شمائله لا يطلع عليه أحد إلا سبب له ذلك محبة الرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن أسباب محبته أيضا ملاحظة رحمته بالأمة ورأفته بها وحرصه على ما يسعدها ومعاناته في تحقيق هدايتها وسلامتها من النار.

وأما حب الله تعالى فمن أعظم أسبابه أنه فرض علينا حبه أكثر من حبنا لجميع ما سواه فقد قال الله تعالى:  والذين آمنوا أشد حبا لله {البقرة:165}، وقال تعالى: قل إن كان آباؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين {التوبة:24}.

ويضاف إلى هذا أن ملاحظة كثرة إنعامه ولطفه ورحمته بنا تدعو العاقل للمحبة.

وأما السؤال عن هذا مع الخضوع لحكم الله سواء فهم السبب أم لا، فالأصل فيه الجواز، ولا يعتبر صاحبه كافرا إذا كان خاضعا للحكم الشرعي الموجب لحب الله ورسوله.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 106776، 12185، 119552.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة