السؤال
ما حكم تدريس العقيدة الإسلامية وأبرز العقائد النصرانية لطلاب المسجد؟ ومنهم من هو بالصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي؟
ما حكم تدريس العقيدة الإسلامية وأبرز العقائد النصرانية لطلاب المسجد؟ ومنهم من هو بالصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا يخفى أن الله تعالى قد بين لنا في القرآن أصول الخير والشر، فهدانا النجدين، ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة، ومن ذلك بيان فساد عقائد النصارى، وهذا كثير في القرآن، كقوله تعالى: يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا * لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا {النساء:172،171}. وقوله: وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون * اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون {التوبة:31،30}.
قال تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار* لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم*أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم * ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون* قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم {المائدة: 71-76}.
وقوله: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب*ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد {المائدة:116، 117}
والاهتمام بهذا الجانب إنما هو لكونه من تمام بيان حقيقة التوحيد، فإن إبطال الباطل وإحقاق الحق أمران متلازمان، والكفر بالطاغوت قرين الإيمان بالله، كما قال تعالى: فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها {البقرة : 256}.
وقال سبحانه: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت {النحل : 36}.
ومن عرف الباطل واستبانه كان أبعد من الوقوع فيه وأبلغ في التحذير منه، كما قال عز وجل: وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين {الأنعام : 55}.
قال السعدي: سبيل المجرمين إذا استبانت واتضحت، أمكن اجتنابها، والبعد منها، بخلاف ما لو كانت مشتبهة ملتبسة، فإنه لا يحصل هذا المقصود الجليل اهـ.
ولهذا قال حذيفة بن اليمان: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. متفق عليه.
والمقصود أن بيان العقائد المنحرفة أمر شرعي وفائدته لا تخفى، ويبقى النظر بعد ذلك في اختيار القدر والأسلوب المناسبين لمستوى وأعمار الدارسين، فينبغي الحذر والتدقيق في ذلك، فقد قال عبد الله بن مسعود: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم.
والله أعلم.