السؤال
أنا فتاة غير متزوجة، تبدأ مأساتي بعد انقطاع دم الحيض ونزول الصفرة، فأنا لا أرى علامة للطهر، ولا أعرف ما هي مدة الجفاف التي أطهر بها؟ والصفرة تكون معي على 3 أشكال: إما أن تنقطع في اليوم الحادي عشر وتنزل على شكل إفرازات بيضاء حتى الحيضة التالية، وإما أن تستمر معي حتى اليوم الخامس عشر أو السادس عشر ثم تنقطع، وتنزل الإفرازات البيضاء، وإما أن تستمر متصلة من الحيضة إلى الحيضة. وبالتالي فما هو حكمي؟ هل انتظر 15 يوما وأنا لا أعرف إن كانت ستستمر إلى آخر الشهر أم لا؟ أم أغتسل بنزول الصفرة وأعد مستحاضة؟ لقد تعبت وتعبت أعصابي من هذا الأمر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا علامة الطهر، وأنه يكون إما بالجفوف أو القصة البيضاء، وذلك في الفتوى رقم: 112441. فمتى رأت المرأة الجفوف، اغتسلت وصلت، وصارت طاهرة لها أحكام الطاهرات. وقد بينا كيف تعرف المرأة الجفوف الذي يعد طهرا من الحيض في الفتوى رقم: 50644.
إذا علمت هذا، فاعلمي أنا قد بينا في الفتوى رقم: 117502أقوال الفقهاء في الصفرة والكدرة، وذكرنا اختلافهم، ومذاهبهم، ورجحنا مذهب الحنابلة، وهو أن الصفرة والكدرة حيض في مدة العادة لا بعدها.
قال البهوتي في الروض المربع: والصفرة والكدرة في زمن العادة حيض فتجلسهما، لا بعد العادة ولو تكررتا؛ لقول أم عطية: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا. رواه أبو داود. انتهى.
وعلى هذا القول فلا إشكال، فإنه إن كانت لك عادة تعرفينها، فما رأيته من صفرة وكدرة فيها فهو حيض، وإذا رأيت الطهر في مدة العادة فاغتسلي، فإذا رأيت صفرة وكدرة في مدة العادة فإنها تعد حيضا، وإذا انقضت عادتك فإنك تغتسلين، ولا يعد ما ترينه بعد انقضاء العادة من صفرة أو كدرة حيضا، وإنما تكون له أحكام الاستحاضة، فتتحفظين وتتوضئين لكل صلاة بعد دخول الوقت، وإذا لم تكن لك عادة، فإنك تعملين بالتمييز الصالح، فتعدين حيضا ما وجدت فيه صفة دم الحيض من لونه الأسود وريحه وغلظه والألم المصاحب لخروجه، وما عداه فيكون استحاضة.
وننبهك إلى أن الإفرازات البيضاء ليست لها أحكام الصفرة والكدرة، بل انقطاع الصفرة والكدرة طهر صحيح ولو اتصلت بها هذه الإفرازات البيضاء.
قال النووي رحمه الله:علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر أن ينقطع خروج الدم، وخروج الصفرة والكدرة، فإذا انقطع طهرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا. انتهى.
ثم اعلمي أن العلم هو العاصم من الحيرة، والمزيل لذلك العناء الذي تجدينه، ولذلك فنحن ننصحك، وننصح عموم النساء بالاجتهاد في تعلم العلم النافع كي يأتين ما يأتين، ويذرن ما يذرن على بصيرة، ولا يقعن في مثل هذا العناء وذلك التعب، والله الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم.