تمنعها أمها من الخروج لتعلم القرآن الكريم والعلوم النافعة

0 245

السؤال

أنا امرأة مطلقه وتدمرت حياتي ولم يبق لي في هذه الدنيا الفانية إلا الدراسة وبهدف أن أكون ممن قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وأمي ترفض أن أدرس فهل يجوز لي عصيانها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بر الأم وطاعتها في المعروف من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقهما، من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله.

وأما منع أمك لك من الخروج لتعلم القرآن الكريم وغيره من العلوم النافعة.. فينظر إن كانت تمنعك من الخروج للتعلم خوفا عليك من الفتنة أو لغلبة ظنها بحصول مفسدة بخروجك، فالواجب عليك طاعتها ولا يجوز لك الخروج، وأما إذا كانت أمك تمنعك لغير سبب مقبول فلك أن تخرجي بدون إذنها على ما ذهب إليه بعض أهل العلم ، والأولى ترك ذلك لطاعتها وهذا طبعا في العلم غير الضروري، وراجعي في ضوابط وجوب طاعة الوالدين الفتوى رقم: 76303.  

وعلى كل حال الأولى الحرص على رضا أمك، فيمكنك أن تجتهدي في إقناع أمك حتى ترضى، وإذا لم ترض فيمكنك أن تتعلمي في بيتك ما ترغبين فيه من العلوم النافعة.

واعلمي أن الطلاق ليس بالضرورة أن يكون دمارا لحياة المرأة، بل إنه قد يكون خيرا لها، قال تعالى: وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته {النساء:130}، قال القرطبي: أي وإن لم يصطلحا بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها  الجامع لأحكام القرآن.

والمؤمن لا ييأس أبدا، مهما أصابه من بلاء، فعليك أن تحذري من كيد الشيطان وأن يلقي في قلبك اليأس، واحرصي على ما ينفعك، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت، فلن يضيعك الله أبدا، وأبشري بكل خير، قال تعالى: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين  {يوسف:90}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة