الطلاق لا يقع إلّا بتكليمك لمن قصده زوجك

0 461

السؤال

زوجي زعلان من إخواني، أخي الأكبر عمره 33 سنة، اشتغل مع زوجي ثلاث سنوات ولم يعطه شيئا، في الأول برضا منه، الباقي بطلب من أخي أن يساعده في التجارة، وفي آخر شحنة بينهم بقي لأخي مبلغ عند زوجي فقال له: اصبر علي أنا مررت بأزمة مالية وصرفت المبلغ، ألح أخي في طلب المبلغ، فقال زوجي لأخي هذا حق من حقوقي ورفض إرجاعه.
أخي الثاني عمره 24 سنة، خان زوجي في بيته مع الخادمة المرة الأولى سامحه، كررها طرد الخادمة، بعد فترة طلب من أخي أن يعيش بمفرده، نحن في دولة أجنبية، زوجي خوفا على أخي طلب منه أن يرجع إلى بلده وسيعطيه فلوس التذكرة. قال أخي كيف أرجع وأنا ليس في يدي شيء، قال زوجي أنا غير مسؤول عنك من اللحظه، ومنعني التواصل معه، وبعد شهرين أحس أخي بالضياع حتى أنه من شدة التدخين عمل عملية، أنا لم أكن أعرف فقرر السفر، طلب من زوجي أن يراني قبل السفر لمدة ساعتين وافق زوجي أخبرني بذلك، ذهبت أصلي فبكيت، وقلت الحمد لله على كل حال، رآني زوجي أبكي وهو آت يناديني كي نأكل من أكل سواه هو لي.
أنا حامل في الشهر التاسع هو يعاملني معاملة طيبة حسنة، وهو قد حذرني أن أغضب أو أبكي على إخوتي، لكن أنا امرأة. في الدين العاطفه تحكم النساء، غصبا عني بكيت عليه أحس أنني لم أحافظ عليه، رغم أني كنت أنصحه أحيانا وأقسو عليه بالكلام أحيانا بعد أن رآني زوجي قال لي أنت والله والله أنت طالق طالق طالق إذا ذهبت ورأيت أخيك أو كلمتيه أو حتى كلمت أحدا من أهلك. أخي سافر لكن لا أستطيع أن لا أتكلم مع أمي وأبي علما أن زوجي يحب أبي وأمي كثيرا جدا.
أنا في الشهر التاسع من الحمل مكروبة وحزينة أريد أن أتحدث مع أمي لأرتاح، أكلمها كي تدعو لي أفيدوني جزاكم الله خيرا. ذهبت أنا وزوجي لمراجعة الطبيبة في المشفى، حاولت أن أقنع زوجي أن أرى أخي، كان مسافرا ذلك اليوم، قال لي مستحيل. رضيت لكن الحزن لم يفارق قلبي، ونحن منتظران في الاستراحه قال لي كيف تتحملين ترين أخوك قلت لماذا؟ قال هو عمل عملية وحالته النفسية والجسدية صعبة، انهرت من الحزن والبكاء وأخذت أقول بصوت منخفض الله اكبر، أستغفر الله، وخرجت من المشفى قبل أن ننهي المراجعة. زوجي يقول ارجعي لم أستطع ذهبنا إلى البيت وصلنا البيت أخذ زوجي يلعنني ويحقرني إلى آخره ليس لي أحد في الغربة إلا هو أنا جدا تعبانة، أريد الحل. فرجوا عني كربتي فرج الله كرب المؤمنين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد علق زوجك طلاقك على كلامك مع أهلك ، والطلاق المعلق حكمه عند الجمهور أنه يقع به الطلاق إذا وقع ما علق عليه، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى عدم وقوع الطلاق المعلق الذي قصد به التهديد ، وأنه يمكن حله بكفارة يمين ،  والراجح عندنا هو قول الجمهور، وانظري الفتوى رقم :1956.

وقوله: (طالق طالق طالق) إما أن يكون قد قصد به إيقاع ثلاث طلقات ، فالجمهور على أنه يقع به الثلاث ، وحينئذ إذا كلمت أحدا من أهلك ، تكونين قد بنت منه بينونة كبرى، فلا يمكن له إرجاعك إلا إذا تزوجت رجلا غيره ثم طلقك وانتهت عدتك منه.

وإما أن يكون قصد طلقة واحدة وكرر للتأكيد، أو لم يقصد شيئا محددا ،  فلا يقع إلا طلقة واحدة، وفي هذه الحال لو كلمت أهلك تقع طلقة واحدة، وله مراجعتك إن كانت هذه هي الأولى أو الثانية.

وإذا كان زوجك قد قصد منعك من كلام أهلك جميعهم ، فإذا كلمت أحدا منهم وقع الطلاق، وأما إن كان قصد بهم بعض أهلك كإخوتك دون أبيك وأمك، فالطلاق لا يقع إلا بكلامك لمن قصده.

كما أنه إذا قصد منعك من كلام أهلك على الدوام فالطلاق يقع بكلامك لهم ولو بعد سنين ، وأما إذا كان قصد مدة معينة فيمينه تتعلق بتلك المدة ، فإذا انقضت فلك كلامهم دون وقوع الطلاق. 

وعلى كل حال فمسائل الطلاق ينبغي الرجوع فيها إلى القاضي الشرعي لأنه متمكن من العلم بالواقعة على ما هي عليه، ثم إن حكمه بأحد الأقوال رافع للخلاف. 

ونوصيك بكثرة الذكر والاستغفار والدعاء مع حسن الظن بالله ، لعل الله يجعل لك فرجا ومخرجا ، وعليك أن تنصحي زوجك برد ما عليه من حق لأخيك الأكبر ، وعدم التسرع في استعمال ألفاظ الطلاق ، وأن يعاشرك بالمعروف ، ويتجنب الغضب الذي يفقد الإنسان السيطرة على نفسه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب. فردد مرارا قال: لا تغضب. رواه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة