السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة. فما هو المقصود بالذرة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة. فما هو المقصود بالذرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث المذكور رواه أحمد في مسنده ولفظه: عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء وحتى الذرة من الذرة. قال الشيخ الأرنؤوط معلقا عليه : صحيح دون قوله: وحتى للذرة من الذرة. وهذا إسناد حسن رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في الصحيحة عقب ذكره له : إسناده صحيح. والجماء هي التي لا قرن لها، والذر صغار النمل أو النمل الأحمر واحدته ذرة. قال في لسان العرب: والذر صغار النمل واحدته ذرة قال ثعلب: إن مائة منها وزن حبة من شعير فكأنها جزء من مائة. وقال: الذر النمل الأحمر الصغير واحدتها ذرة. انتهى. وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة: والذرة : النملة الحمراء ؛ عن ابن عباس وغيره، وهي أصغر النمل. وعنه أيضا رأس النملة. انتهى. ثم ذكر أقوالا أخرى في معنى الذرة وأنسبها للفظ الحديث هو القول الأول الذي ذكرناه . وعليه؛ فمعنى الحديث واضح، وهو أن الله يقضي بين خلقه بالقسط يوم القيامة حتى إن عدله تعالى ليشمل الحيوانات كلها حتى يقتص من ذات القرن الناطحة لغير ذات القرن المنطوحة، ويقتص من النملة الظالمة للنملة المظلومة .
والله أعلم.