السؤال
ما أقوال العلماء حول زمن وقوع محاصرة المسلمين إلى المدينة في ضوء قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح" [رواه أبو داود وصححه الألباني]؟ وهل هذه العلامة تُعد من علامات الساعة الصغرى التي لم تقع بعد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج أبو داود في سننه عن ابنِ عمر، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يُوشِكُ المسلمون أن يُحَاصَرُوا إلى المدينة، حتى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحٌ. وصححه ابن حبان، والحاكم.
وهذا الحصار في آخر الزمان، وقد ترجم ابن حبان على الحديث: ذكر الإخبار بأن المدينة تحاصر في آخر الزمان على أهلها وقاطنيها. اهـ.
وفي عون المعبود على سنن أبي داود، للعظيم آبادي: (يوشك المسلمون أن يحاصروا) على بناء المجهول، أي: يحبسوا، ويضطروا، ويلتجئوا (إلى المدينة) أي: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، لمحاصرة العدو إياهم، أو يفر المسلمون من الكفار، ويجتمعون بين المدينة وسلاح، وهو موضع قريب من خيبر...
وقال الشيخ عبد الحق الدهلوي: الظاهر أن هذا إخبار عن حال المسلمين زمن الدجال، حين يأرز الإسلام إلى المدينة المطهرة، أو يكون هذا في زمان آخر.
(أبعد مسالحهم): بفتح الميم جمع مسلحة، وأصله موضع السلاح، ثم استعمل للثغر وهو المراد ها هنا، أي: أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر القريب من المدينة على عدة مراحل. اهـ.
وعليه؛ فالظاهر أن هذا الحصار لم يقع بعد.
وعلى القول بأن هذا الحصار يكون في زمن الدجال -كما ذكر الدهلوي-: فهو من العلامات الكبرى، لأنه تابع لخروج الدجال، وخروجه من علامات الساعة الكبرى.
جاء في الإتقان في علوم القرآن للسيوطي -في ذكر العلوم المستنبطة من القرآن الكريم-: وفيه أشراط الساعة الكبرى: وهي نزول عيسى، وخروج الدجال، ويأجوج ومأجوج، والدابة، والدخان، ورفع القرآن، والخسف، وطلوع الشمس من مغربها، وغلق باب التوبة. اهـ.
وفي كشاف القناع للبهوتي: ...حتى ينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، أو حتى يخرج الدجال، أو حتى تخرج الدابة، أو غير ذلك من أشراط الساعة الكبرى، كطلوع الشمس من مغربها. اهـ.
والله أعلم.