السؤال
أنا أحفظ من القرآن جزءا واحدا ونصفا تقريبا، وأواصل الحفظ. وربما أقف عند ثلاثة أجزاء، فهل يجوز هذا؟.
أنا أحفظ من القرآن جزءا واحدا ونصفا تقريبا، وأواصل الحفظ. وربما أقف عند ثلاثة أجزاء، فهل يجوز هذا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يبارك فيك وينفعك بما حفظت، ويعينك على حفظ القرآن كاملا.
والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى ألا تقف عند حفظ الأجزاء، وأن ترتفع بهمتك إلى حفظ القرآن كاملا حتى تنال ما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم حفظة كتاب الله تعالى، وما وعد به والديهم. فقد روى الإمام أحمد وغيره عن بريدة رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة ـ السحرةـ قال ثم مكث ساعة، ثم قال تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، يظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذه؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درجة الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا. والحديث حسنه الألباني والأرناؤوط. ومع هذا الفضل العظيم الذي يناله حفظة كتاب الله، فإنه لا مانع من الاقتصار على حفظ أجزاء أو سور معينة. وللمزيد من الفائدة عن حفظ كتاب الله تعالى، وحكم حفظه انظر الفتوى رقم: 19251، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.