السؤال
أم زوجتي تسبني وتسب أهلي، حتى وصل بها الحال إلى أنها تسبني وتذكر عورتي، فتكلمت مع وليها ولكن لم يوقفها عند حدها، هل يجوز أن أشكوها ؟
أم زوجتي تسبني وتسب أهلي، حتى وصل بها الحال إلى أنها تسبني وتذكر عورتي، فتكلمت مع وليها ولكن لم يوقفها عند حدها، هل يجوز أن أشكوها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأكمل للمؤمن أن يقابل الإساءة بالإحسان، ففي ذلك من الأجور ما لا يعلم قدره إلا الله، مع أنه سبب في تحويل الكراهة إلى محبة، قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34} .
ومن ناحية أخرى فإن ذلك يستجلب نصرة الله ومعونته، فقد قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهيرعليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم.
والمظلوم له مع ظالمه ثلاث خيارات:
الأول: أن يعفو ويصفح لينال أجر المتقين الصابرين ومعية الله وعونه.
والثاني: الإمساك عن العفو والصفح ليلقى المذنب ربه بما اقترف من الإثم.
والثالث: المقاصة ومقابلة السيئة بمثلها دون تجاوز.
ولا شك أن المقام الأول هو أعلى المقامات وأفضل الخيارات، لما جاء فيه من الأجر والثواب، الذي سبق بيانه في الفتوى رقم: 54580.
ولذلك نوصيك أخي السائل بالصفح والعفو، وبذل النصح لأم زوجتك برفق ولين، لعل الله تعالى يهديها. فإن أصرت بعد ذلك على سبها لك، وكنت قد شكوتها لوليها فلم يردعها كما ورد في السؤال، فلا حرج عليك أن تشكوها للجهات الرسمية المعينة بمثل هذه الأمور، وكذلك يجوز لك شكايتها لأي شخص كان ممن له ولاية أو قدرة على إنصافك منها، فقد قال الله تعالى: والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم (42) {الشورى: 39-42}. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 6710، ورقم: 57468.
والله أعلم.