السؤال
هل يحق لزوجي أن ينام خارج المنزل عند أصدقائه في الشاليه، مع العلم بأنني أقول له أنني غير راضية لأن ذلك يسبب لي مشاكل، حيث إنني وحيدة بالمنزل مما يضطرني إلى الذهاب للنوم في منزل والدي، وذلك يسبب لي السهر والتعب وعدم القدرة على النوم إلى اليوم التالي، لأنني من الناس الذين لا يستطيعون النوم إلا بأماكنهم التي اعتادوا عليها، مع العلم أنني قلت له: إذا أردت أن تتأخر تأخر إلى الساعة 2 أو 3 ولكن لا تنام ارجع حتى أستطيع أن أنام في مكاني، ولكنه يفضل أن يظل عند أصدقائه ويسهر معهم إلى الصباح، ويتعذر بأن كل أصدقائه متزوجون وكلهم يسهرون خارج المنازل وعندهم زوجات.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في وجوب مبيت الرجل عند زوجته، فذهب بعضهم إلى عدم وجوبه، وبعضهم إلى وجوبه ليلة من كل أربع ليال، قال ابن قدامة في المغني: إذا كانت له امرأة لزمه المبيت عندها ليلة من كل أربع ليال ما لم يكن عذر. اهـ
واختار بعضهم عدم تحديد المدة وتركها للاجتهاد، قال المرداوي في الإنصاف: وقال القاضي وابن عقيل يلزمه من البيتوتة ما يزول معه ضرر الوحشة ويحصل منه الأنس المقصود بالزوجية بلا توقيت فيجتهد الحاكم، قلت وهو الصواب. اهـ
وعلى ذلك فإذا كان زوجك يبيت خارج البيت لغير عذر، ويعرضك بذلك للضرر فلا حق له في ذلك، وليس ذلك من المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها الأزواج.
فعليك نصحه بترك البيتوتة خارج البيت لغير عذر، وعليك تنبيهه إلى أن السهر لغير مصلحة مكروه، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السمر بعد العشاء لما فيه من تضييع صلاة الصبح وقيام الليل، فعن أبي برزة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النوم قبلها ـ العشاءـ والحديث بعدها. رواه أبو داود.
كما نوصيك بإعانة زوجك على الحرص على الاستفادة من وقته فيما ينفعه في دينه ودنياه، وتشجيعه على حضور مجالس العلم، ومصاحبة الصالحين، واستماع الأشرطة النافعة للدعاة المصلحين، مع الحرص على حسن التبعل له والقيام بحقوقه، فذلك مما يعين على قبوله للنصح.
والله أعلم.