السؤال
إذا استعاذ المصلي في الصلاة بصوت في أي وضع كان ساجدا أم راكعا فهل تبطل الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمن استعاذ راكعا أو ساجدا لم تبطل صلاته عامدا أو ساهيا،
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: الثاني ما لا يبطل عمده الصلاة وهو نوعان:
أحدهما: أن يأتي بذكر مشروع في الصلاة في غير محله كالقراءة في الركوع والسجود، وقراءة السورة في الأخيرتين من الرباعية أو الأخيرة من المغرب وما أشبه ذلك. انتهى.
ثم إن الاستعاذة وإن كانت دعاء وهو مشروع في الركوع والسجود في الجملة، لكن الوارد في الاستعاذة أنها تشرع في الصلاة في أول القراءة لقوله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. {النحل 98}.
وهل تشرع في كل ركعة أو في الركعة الأولى فقط، في هذا خلاف بين أهل العلم، ورجح ابن القيم في زاد المعاد أنها تشرع في الركعة الأولى فقط، وتشرع كذلك الاستعاذة إذا لبس الشيطان على المصلي صلاته كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص إلى ذلك، فقد روى مسلم في صحيحه أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله. إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي. يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب. فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه. واتفل على يسارك ثلاثا فقال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني.
والله أعلم.