السؤال
إخوتي: أردت أن أسألكم: عن حكم رفع شعري وأنا لا بسة العباءة ـ وإذا لم تفهموني ـ فحين ألم شعري كله ـ وشعري طويل ـ ثم أضعه بتسريحة تسمى: الكعكة ـ أي أنه ملموم بشكل دائري ولا أتركه مرتفعا جدا ثم ألبس عباءة الرأس، فهل ما أفعله يشابه ما ذكره حبيبنا ـ اللهم صل وسلم عليه ـ بأسنمة البخت؟ أم ماذا؟ مع العلم أنني لا أرفعه كثيرا، بل يصل إلى منتصف مؤخرة رأسي، ومعظم الأحيان يكون أعلى قليلا من المنتصف فقط ـ أي أنني لا أضعه فوق رأسي ـ فهل علي شيء في ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجمع الشعر بما هو معروف عند النساء ـ بالكعكة ـ لا يدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من صفات مذمومة لبعض نساء أهل النار في قوله: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
فقوله: رءوسهن كأسنمة البخت المائلة: معناه ـ والله أعلم ـ أنهن يعظمن رءوسهن بالخمر والعمائم أو بصلة الشعور حتى تشبه أسنمة البخت في ارتفاعها، وقيل: يجوز أن يكن يطمحن إلى الرجال لا يغضضن أبصارهن ولا ينكسن رءوسهن من قلة الحياء. تفسير غريب ما في الصحيحين ـ البخاري ومسلم للحميدي ـ وبمثل هذا فسره ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين.
وقال النووي: ومعنى: رءوسهن كأسنمة البخت، أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوهما. شرح صحيح مسلم للنووي.
وقال القرطبي : البخت جمع بختية وهي ضرب من الإبل عظام الأسنمة ـ والسنام هو أعلى ما في ظهر الجمل ـ شبه رءوسهن بها لما رفعن من ضفائر شعورهن على أوساط رءوسهن تزيينا وتصنعا، وقد يفعلن ذلك بما يكثرن به شعورهن. فتح الباري لابن حجر.
وقال ابن العربي: وهذا كناية عن تكبير رأسها بالخرق حتى يظن الرائي أنه كله شعر وهو حرام. فيض القدير للمناوي.
وخلاصة القول: أن تسريح المرأة لشعرها على هيئة ـ الكعكة ـ المعروفة في بيتها أو وهي خارجة مع سترها بالحجاب جائز وليس داخلا في الحديث السابق.
والله أعلم.