الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى السدل، وحكم وضع الشال على الكتف والصلاة به

السؤال

هل يجوز أن أصلي وأنا أرتدي الشال الشتوي على كتفيَّ؟ وهل يُعتبر هذا من السدل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أمَّا بعد:

فقد اختلف العلماء في معنى السدل الذي جاء النهي عنه على أقوال.

قال في عون المعبود: قال الْخَطَّابِيُّ: السَّدْلُ إرسال الثوب حتى يصيب الأرض.
وقال في النيل: قال أبو عبيدة في غريبه: السدل إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمَّه، فليس بسدل.
وقال صاحب النهاية: هو أن يلتحف بثوبه، ويدخل يديه من داخل، فيركع ويسجد وهو كذلك، قال: وهذا مطرد في القميص وغيره من الثياب، قال: وقيل هو أن يضع وسط الإزار على رأسه، ويرسل طرفيه عن يمينه وشماله من غير أن يجعلهما على كتفيه.
وقال الجوهري: سدل ثوبه يسدله بالضم سدلاً، أي: أرخاه، ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني إن كان السدل مشتركًا بينها.
واختلف في علة النهي عن السدل، بناء على الاختلاف في معناه، فقيل: لما فيه من الكبر والخيلاء، وقيل: لأنه فعل اليهود، وقيل غير ذلك.
ثم اختلف في حكم السدل، فذهب الجمهور إلى كراهته، ورخص فيه بعض أهل العلم، قال شمس الحق في عون المعبود: قال الخطابي وقد رخص بعض العلماء السدل في الصلاة، روي ذلك عن عطاء، ومكحول، والزهري، والحسن، وابن سيرين، وقال مالك: لا بأس به.
قلت: ويشبه أن يكون إنما فرقوا بين إجازة السدل في الصلاة؛ لأن المصلي ثابت في مكانه لا يمشي في الثوب الذي عليه، وأمَّا غير المصلي فإنه يمشي فيه ويسدله، وذلك عندي من الخيلاء المنهي عنه، وكان سفيان الثوري يكره السدل في الصلاة، وكان الشافعي يكرهه في الصلاة، وفي غير الصلاة
. انتهى.

وإذا علمت هذا؛ فوضع الشال المذكور على الكتف والصلاة به ليس من السدل في شيء، ولا يشمله أي معنى من معانيه فيما نراه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني