0 356

السؤال

أنا في حاجة للمساعدة والإرشاد الى الصواب: فأنا متزوجة من عشر سنوات تقريبآ ومشكلتي مع حماتي ـ أم زوجي ـ فهي إنسانة طيبة وأنا أحبها كثيرآ، لأنني كنت أقضي وقتي كله في إجازة الصيف معهم، وعندما تزوجت كانت تعاملني أحسن معاملة حتى بعد زواجي ولكن بعد أن سافر زوجي إلى الخليج ـ مع العلم أن أبي هو الذي أخذ زوجي الى الخليج حتى يحسن معيشتنا، لأن زوجي كان على قدر الحال لكنه إنسان محترم وأنا أحبه كثيراـ بعد أن سافر زوجي أخذني بعد 6 أشهر وبعدها عدت وبدأت معاملتها تتغير ولكن ليس أمامي بل من ورائي وعلمت أنها تتحدث عني كثيرآ وتقول عني كلاما ليس له أي أساس من الصحه، وأيضآ تحدثت عن عمل أمي مع الناس، مع العلم أنها كانت خياطة ـ نسيت كل ماكانت عليه ـ ومازالت تتحدث ولكن تأتي أمامي وتقول إنني أحسن واحدة في زوجات أولادها وهكذا، مع كل واحدة منهن أيضآ تتحدث عنهن وأمامهن نحن الأفصل ونحن الأحسن، لماذا؟ لا أعرف وأيضآ هي كثيرة الطلبات من زوجي ـ ابنها ـ في كل فترة قصيرة تتصل به وتطلب منه المال بحجة أن المبلغ لا يكفيها وتريد ذهبا وتريد تلفازا وتريد وتريد، مع أن عندها تلفازا وعندها كل شيء، لأنها أخذت كل أثاثي بعد سفري وأنا لاأرتدي ذهبا وزوجي عليه ديون غير مصاريف البيت ومتلزمات أربعة أطفال وأيضآ ليس لنا بيت في بلدنا وهي تأخذ المال لتكنزه وتصرفه على زوج ابنتها ويكون معها المال وتقول ليس معي، مع العلم أنها أصلآ لا تصرف على البيت ولا تدخل الفواكه بيتها ولا تطبخ غير مرة كل أسبوع عند قدوم ابنتها وزوجها لها ودائمآ تقول لا، وأنا في بالي أقول إنه حرام، فزوجي يتعب في عمله وهي تأخذ المال لتصرفه على بنتها وزوجها كي يكنز المال زوج بنتها، هل زوج بنتها أفضل عندها من ابنها؟ أم ماذا؟ وأيضا تتحدث عن أبنائها مع كل واحد من الإخوة وتقول لزوجي أنت حبيبي أنت وأنت، وهي مع أخيه تتحدث عنه وأنا دئمآ أحاول أن أقول لزوجي ولكنني أخاف أن أجرحه في أمه وهو أيضآ يقول لي أخاف أن لا أعطي أمي ماتريده فيغضب علي الله، هل الأم التي تفعل هذا يكون حراما إذا حاسبها زوجي على المال؟ فإنه أحيانا يكون ليس معه مال وتطلب منه وهي معها المال وتكذب، وأنا الآن حائرة ماذا أفعل؟ فزوجي دائمآ يشتكي لي من قلة المال والديون، فأنا تعبت منها ومن كثرة كلامها ومن كثرة طباتها للمال وغيره وأنا أعلم أنها تملك مالا كثيرا لكن تظهر أمام زوجي أن ليس معها شيء، ماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت قد عهدت من أم زوجك حسن المعاملة وجميل المعاشرة، فالواجب عليك أن تحسني الظن بها ويتعين حمل ما يظهر منها على أحسن الوجوه، ولا يجوز لك اتهامها بشيء من غير بينة، واعلمي أن ما يقوم به هؤلاء الناس الذين ينقلون إليك كلام أم زوجك عنك هو من النميمة المحرمة فلا تصدقيهم فيما ينقلون إليك وحذريهم من عقوبة النميمة وانصحيهم بتركها، وانظري في واجب المسلم نحو الشخص النمام الفتوى رقم :112691.

أما عن حق أم زوجك في ماله فليس من حقها أن تأخذ منه إلا ما تحتاج إليه لنفسها، وإذا منعها مما لا تحتاجه أو سيتضرر هو بإعطائه لها فلا إثم عليه، لكن إذا أعطاها ما تريده فهو من الإحسان إليها، وليس لك الاعتراض على ذلك ما دام زوجك ينفق عليك بالمعروف، وكل ما لا يضر زوجك إعطاؤه لأمه فالأولى أن يعطيها حتى ترضى، جاء في الفروق للقرافي: قيل لمالك: يا أبا عبد الله لي والدة وأخت وزوجة فكلما رأت لي شيئا قالت: أعط هذا لأختك فإن منعتها ذلك سبتني ودعت علي، قال له مالك: ما أرى أن تغايظها وتخلص منها بما قدرت عليه أي وتخلص من سخطها بما قدرت عليه. أنوار البروق في أنواع الفروق - 2 ـ 93ـ

ولا شك أن حرص زوجك على بر أمه من علامات صلاحه فينبغي أن تشجعيه على ذلك، وأبشري ببركة بره بأمه فإنه مما يعود عليكم بالخير في الدنيا والآخرة، واعلمي أن من أسباب حسن العشرة بين الزوجين  إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه،  وذلك من حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة، كما أنه مما يزيد من محبة الزوج واحترامه لزوجته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة