السؤال
نشهد الله أننا نحبكم في الله.
أرسلت رسالة إلى أختي لأعلمها أن الشيخ: محمد حسان سيتحدث عن العلامة: ابن جبرين في اليوم التالي لوفاته، وكانت جالسة عند منزل عمي، وعندما رأت ابنة عمي البرنامج اغتاظت وقالت بالحرف: اللهم لاتحشرني مع الإخوانيين، ثم انتقلت إلى بيت آخر و بدلت القناة، فما حكم تصرف بنت عمي؟ والرجاء إسداء نصيحة لها.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن قال فيهم: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم {الحشر:10}.
ولا يخفى أن في موقف المرأة المذكورة في السؤال طعن ونبذ ظاهر للشيخ ابن جبرين ـ رحمه الله ـ وهذا من الطعن في العلماء الذي أشرنا إلى خطره في الفتاوى التالية أرقامها: 11430، 18711، 19536.
وقد عقد الإمام النووي في كتاب التبيان بابا في إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم، أورد فيه جملة من الآيات والأحاديث ثم قال: قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم {النور: 63}. اهـ.
ولا نرى في مناصحة أمثال هذه المرأة أنسب من كلام العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ في نصيحته للذين يجرحون الدعاة المشهورين، والذي سبق أن ذكرناه في الفتوى رقم: 18788، وقد سبق أيضا أن بينا الرؤية الشرعية لذكر أخطاء العلماء والدعاة إن وجدت، في الفتويين رقم: 59520، ورقم: 4402.
ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 10157، ورقم: 10893.
وأما الشيخ ابن جبرين فهو من أعيان أهل العلم المعروفين في هذا العصر، وقد ذكرنا بعض الإحالات لترجمته في الفتوى رقم: 80126.
والله أعلم.