السؤال
شيخنا الفاضل سؤالي هو: أنا حديث العهد بقفص الزوجية، أملكت من شهور وزواجي بعد أشهر قليلة بإذن الله.ولقد اتفقنا مع أبي الزوجة قبل الزواج على أن لا أعارض عملها بعد تخرجها من الجامعة بتخصص إداري؛ أي من الطبيعي أن وظيفتها في مجال الإدارة، ولكن الموضوع لم يحدث بهذه الطريقة، وإنما لم تكن هنالك فرصة لوظيفة زوجتي غير المستشفى أو البنك، وهنا تكمن المشكلة كلها، فالمستشفى غنية عن التعريف من معاملات واختلاط مع الرجال خاصة في مجال الإدارة، أما البنك فهناك أمران: الأمر الأول: أنه قد يحدث اتصال عبر الهاتف مع الرجال، والثاني أن وظيفة البنك تعتبر من الوظائف غير المرغوبة عند كثير من الناس لأن مجال البنك ربوي في العادة ولا يجوز العمل في مكان مجاله محرم، فالأب يرفض التفاهم ويقول مجال تخصصها يحتاج مثل هذه الوظائف فلا تقف في طريقها، ولقد وافقت أنت على عدم الاعتراض على الوظيفة في المستقبل، والأم تقول هذا رزق أتاها فكيف لها أن ترفض الرزق الذي وهبها الله إياه. وزوجتي لا تريد العمل في مثل هذه الأماكن وتقول إن تركت تلك الوظائف لوجه الله فسوف يعوضها الله خيرا منها بإذن الله، ولكن والداها يصران على العمل في تلك الفرص، ويرفضون التفاهم وبشدة، ويقولان لابنتهما نحن لسنا راضين عنك إلى يوم الدين إذا لم توافقي على الفرص التي أتيحت لك وأنت لست ابنتنا، وما فائدة الدراسة إن كنت ترفضين العمل وتنوين المكوث في البيت، والموضوع لم يتوقف عند هذا الحد بل أصبحوا يتدخلون في كل شيء حتى ملابسها وحجابها وعباءتها وطريقة تزينها لنفسها، وخروجها إلى الأماكن العامة. فهم يعتبرونني متشددا في الدين، ويقولون لا تصبح متزمتا واترك ابنتنا في حالها ولا تأمرها بما لا تطيق، علما بأنها موافقة على كل ما أطلب منها بسعادة وليس بالإجبار والكراهية، لأنها متأكدة أن هذا كله يصب في مصلحتنا ومصلحة سعادتنا ورضى الله عز وجل، شيخي الفاضل أرجوك يا شيخي أن تجيب على سؤالي: أنا أغار على زوجتي من تلك الأماكن فلا أستطيع أن أقبل بتلك الوظائف مهما كان السبب، ماذا علي أن أفعل؟ هل تعتبر معارضتي قرار عملها غير جائز لأنه قد تم الاتفاق من قبل على عدم الاعتراض؟ فهل رفض زوجتي للعمل يعتبر عصيانا وعدم بر بوالديها؟ هل لي أن أطلب من زوجتي أي شيء ما دام أنه في غير معصية للخالق سبحانه وتعالى؟ هل عدم قبولي أن تكشف شيئا من وجهها أو جسدها للناس وذهابها للأماكن العامة كالأسواق والسهر فيها فيه خطأ؟ هل لي أن أطلب من زوجتي كيف تتزين لي أم هذا يعتبر من شؤونها التي ليس لي أن أتدخل فيها؟ بماذا تنصح كلا منا أنا وزوجتي وأهل زوجتي؟ شيخي لقد حاولت أن أرضي نفسي بما يأمرونها ولكن اتضح لي أن غيرتي تتلاشى شيئا فشيئا، وأحسست بأن حبي يتناقص أيضا مع تناقص الغيرة؟مع العلم أني موظف ولله الحمد في إحدى كبرى الشركات ودخلي ولله الحمد يكفيني ويكفي ما أدخر منه ولا ينقصنا شيء من المادة ولله الحمد، والله كتبت كلامي ودموعي على خدي لأني أحب زوجتي وزوجتي تحبني ولا نريد الانفصال مهما كان السبب.