السؤال
ذكرت لزوجي أمرا يخص العائلة وطلبت منه أن لا يذكره لأحد، لأن ذكره يخزيني ويؤذيني، فلم يعترض، ثم ما كان منه إلا أن أخبر أحد أصدقائه بهذا الأمر، وقد عرفت صدفة بما فعل، فبرر فعلته بأنه أدرى وأعرف مني بما يجب أن يقال، وما لا يجب ذكره، فهل يحل له ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعله زوجك من إفشاء هذا السر لا يجوز وهو آثم بفعله هذا، لأن السر أمانة وإفشاؤه خيانة، فقد روى أحمد وأبو داود وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه قال: إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة. حسنه الألباني.
ومعنى: ثم التفت أي: التفت يمينا وشمالا خشية أن يسمع، جاء في عون المعبود: قال ابن رسلان: لأن التفاته إعلام لمن يحدثه أنه يخاف أن يسمع حديثه أحد وأنه قد خصه سره، فكان الالتفات قائما مقام اكتم هذا عني أي خذه عني واكتمه وهو عندك أمانة. انتهى.
قال صاحب الإنصاف: قال في أسباب الهداية: يحرم إفشاء السر. وقال في الرعاية: يحرم إفشاء السر المضر. انتهى.
وقال الماوردي: إظهار الرجل سر غيره أقبح من إظهار سر نفسه، لأنه يبوء بإحدى وصمتين الخيانة إن كان مؤتمنا والنميمة إن كان مستخبرا. انتهى.
فعلى زوجك أن يتوب إلى الله ويستغفره مما كان منه من إفشاء ما ائتمنته عليه من أسرار، وننصح هنا بأمرين:
1- إطلاع الزوج على هذه الفتوى.
2- ألا تسمحي لهذا الأمر بأن يعكر صفو العلاقة بينك وبين زوجك.
والله أعلم.