السؤال
أنوي الزواج من فتاة صالحة تحفظ كتاب الله العزيز، ولكن المشكلة تكمن في بيئتها وسلالتها المشهورعنها بعض الصفات السيئة، وأنا في تمام الحيرة بينها ـ حيث إنني أحسبها تملك صفات مناسبة كثيرا لي ـ وبين: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس. وإياكم وخضراء الدمن. وكلام الناس ونظراتهم.
أرجوكم أفتوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد كره بعض أهل العلم الزواج بالمرأة إذا كان أبوها فاسقا، جاء في أسنى المطالب في شرح روض الطالب: بل يكره نكاح بنت الزنا وبنت الفاسق. انتهى.
وفي شرح كتاب غاية البيان شرح ابن رسلان: ويكره نكاح بنت الزنا وبنت الفاسق الأجنبية. انتهى.
لكن المفتى به عندنا أنه لا يكره نكاح المرأة الصالحة ذات الدين والخلق ولو كان أهلها ضعيفي الديانة، بل إن الرجل إذا استحضر في هذا الزواج نية تخليص هذه المرأة من بيئة الغفلة والمعصية، ونقلها إلى بيئة الطاعة والخير لتعبد الله فيها فسيكون له ـ إن شاء الله ـ عظيم الأجر وجزيل المثوبة عند الله سبحانه.
ولذا نرى أنه إذا تحققت أو غلب على ظنك كون هذه الفتاة صاحبة دين وخلق، فاستخر الله سبحانه وأقدم على الزواج منها، وننبهك إلى أن حديث: إياكم وخضراء الدمن. ضعيف جدا، بل قال الدارقطني: لا يصح من وجه. وممن حكم بضعفه الألباني وغيره من أهل الحديث.
وأما حديث: تخيروا لنطفكم فإن العرق الدساس. فهو ضعيف بهذا اللفظ، لكن ورد بلفظ آخر من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم. رواه البيهقي وغيره وهو بهذا اللفظ ضعيف أيضا، كما صرح بذلك كثير من أهل العلم، وبعضهم صححه بمجموع طرقه.
وننبهك إلى أن الأمر في هذا الحديث وأمثاله محمول على الندب لا الوجوب، قال البخاري ـ رحمه الله: باب إلى من ينكح وأي النساء خير؟ وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير إيجاب. انتهى.
والله أعلم.