هل دعاء الأم يكون سببا في عدم التوفيق في الدراسة

0 323

السؤال

ما حكم إن دعت الأم على الابن وهل يستجاب دعاؤها إن ألزمته بشرط أو كانت متعصبة وقتها، مع العلم بأني لم يصاحبني التوفيق في امتحاناتي، فهل من الممكن أن يكون ذلك سببا من ضمن الأسباب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فدعوة الأم على ولدها من الدعوات المستجابة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده. رواه أبو داود والترمذي. ولكن من فضل الله أن الدعاء الذي يصدر بغير قصد حال الغضب لا يستجاب، قال تعالى: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون {يونس:11}، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده: أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم -والحالة هذه- لطفا ورحمة. تفسير ابن كثير.

ولكن ينبغي الحذر من مثل هذا الدعاء فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الأولاد، فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .. لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم.. رواه مسلم في صحيحه.

وعلى ذلك فقد يكون ما أصابك من عدم التوفيق في الدراسة بسبب دعوة أمك، فالواجب عليك الحذر من إغضاب أمك والحرص على برها وطاعتها في المعروف فإن حق الأم عظيم... واعلم أنك إذا قمت بما يجب عليك نحوها من البر والإحسان فلا يضرك بعد ذلك غضبها منك أو دعاؤها عليك إذا كان بغير حق. وانظر لذلك الفتوى رقم: 65339.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة