حكم تزين المرأة يوم عرسها بإبداء شيء من صدرها أمام النساء

0 343

السؤال

خطبت فتاة تحب الدين ولكن عائلتها ليست بملتزمة، وكان أملي الوحيد في الفتاة أنها مطيعة وقد وعدتني إذا تزوجنا أن نكون أحرارا في ديننا حتى إننا فكرنا في الهجرة، وقبيل أن أعقد عليها صارت بعض النزاعات مع أهلها على كيفية الاحتفال بالعقد، فأرغموني على الاختلاط فرضيت، ولكن حين أدخلوني على النساء لأرى زوجتي مررت بنساء عاريات ووجدت زوجتي قد زينت نفسها وخلعت حجابها وبان قليل من صدرها فصدمني ما رأيت فخرجت كالمجنون، علما أنه لم يرها إلا محارمها، ولكن كان هناك من الفتيات من يأخذن صورا لها وهي عارية، فحين خرجت لحقني والدي غضبان قائلا لي ستفسد الزواج، صارت مفاسد كبيرة وغضب مني الجميع وأهانوني ووصفوا التزامي بالتعصب والتخلف والرجعية، وأذلوني بطلب العفو من أهل العروسة، والآن سنقيم ـ إن شاء الله ـ الزفاف بعد سنة وهم مصرون على الاختلاط، وها أنا أجد نفسي وحيدا ضعيفا، فكيف العمل؟ وهل نرضى بالدنية في ديننا تجنبا للمفاسد؟ أنا وزوجتي في الاستماع لكم وأنني أطمع في كرمكم أن تجيبونا بالعربية وبالفرنسية، فإن زوجتي لا تحسن العربية لعيشها في فرنسا 10 سنين، وهذا أمر يقلقني كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت أولا بحرصك على الزواج من امرأة مستقيمة، وحرصك أيضا على أن يكون هذا الزواج خاليا من المخالفات الشرعية، ولكنك في المقابل قد أسأت حين رضيت بالدخول على النساء لأجل رؤية زوجتك، خاصة وأن النساء قد كن في حالة من التبرج كما ذكرت، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن دخول الرجال على النساء فقال: إياكم والدخول على النساء،  فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت.

وعورة المرأة المسلمة مع المرأة المسلمة من السرة إلى الركبة، وأما أمام الكافرة فجميع جسدها ما عدا الوجه والكفين، فإبداؤها صدرها إن كان أمام بعض المسلمات فلا حرج في ذلك، وإن كان الأولى بها ستره، ولكنها أخطأت حين سمحت لبعض النساء بتصويرها فهذا لا يجوز، لأن مثل هذه الصور قد تقع في يد من لا يجوز له الاطلاع عليها، فالواجب أن تنبه من أخذن الصور بإزالتها، ولا تألوا جهدا في ذلك.

ولا يجوز لك ولا لزوجتك الموافقة على إقامة زواج مشتمل على الاختلاط أوالغناء والموسيقى، ولا بأس بمحاولة إقناع أهل الزوجة بإقامة احتفال يستقل فيه الرجال عن النساء، وما كان بين النساء، أو بين الرجال من الغناء بكلام مباح ليس فيه فحش ولا بذاءة وبدون مزامير وموسيقى فهو مباح، روى البخاري وغيره عن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها: أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو.

وإن أصر أهل زوجتك على إقامة احتفال مشتمل على شيء من المنكرات فلا توافقهم على ذلك، ويجب عليك أنت وزوجتك اجتناب حضور هذا الاحتفال، ولا تلتفتا إلى ما يحدث من أذى أو إهانة لهذا السبب، ونذكركما بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.

واعلم أن هذه الضغوط التي تمارس عليك لارتكاب المخالفات الشرعية، ما هي إلا ثمرة للإقامة في بلاد الكفر

فالواجب أن تحرص على الانتقال من بلاد الكفر، وتبحث عن بلد تستطيع فيه عبادة الله وحده على الوجه الصحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة