السؤال
يا شيخ: عندي مشكلة مع أمي وأبي: فهم يكرهونني ويحسدونني، لأنني في خير ونعمة وحب مع زوجي وأولادي وإذا زرتهم يضربونني ويطردونني أنا وأخواتي من المنزل وأنا أزورهم من باب الوصل وبرالوالدين ولكن في الأيام الأخيرة زاد كرههم لي ومنعوا أخواتي أن يتواصلن معي، وأبي ضربني بالجزمة ـ أكرمك الله ـ وعصا المخمة وقالو لي لا تدخلي بيتنا أنا وأخواتي، علما بأن أم أمي موجودة على قيد الحياة وأبلغتها بالموضوع فقالت لي إن أمك عنيدة وتعصيني أيضا، وأفيدك ـ يا شيخ ـ أنني منذ كان عمري 7 سنوات وأنا لا أترك الصلاة والذكر ـ والحمد لله ـ ولا أضع حتى صبغ الأظفار لكي لا يمنع وصول الماء، يا شيخ ماذا أفعل إذا زرتهم سوف أضع نفسي في مخاطرة؟ لأن عندي أولادا، فالنصح لم يجد معهم من جميع العائلة حتى إخوان أمي لا يكلمونها، لأنهم غاضبون منها، فهل يجوز ـ يا شيخ ـ أن أتركهم ولا أزورهم مدة شهرين أو ثلاثه حتى تهدأ الأمور؟ مع علمي بأنها لن تهدأ.
وشكرا ـ يا شيخ ـ أطلت عليك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف واجب ـ مهما كان حالهما ومهما أساءا إلى ولدهما ـ فقد أمر الله بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، قال الله تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون {لقمان:15}.
فالواجب عليك بر والديك والإحسان إليهما بما تقدرين عليه ولا يضرك في دينك أودنياك.
وإذا كان يلحقك ضرر بزيارتهما، فلا حرج عليك في ترك زيارتهما مع صلتهم بالاتصال بهم والسؤال عنهم واعلمي أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال الله تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {فصلت:34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالوالدين الذين هما أرحم الناس بولدهما؟.
والله أعلم.