السؤال
أب لديه أكبر أبنائه متزوج وعلى خلاف دائم معه وشجار مستمر لدرجة أن الأمور تطورت فيما بينهما آخر مرة وقام الابن بضرب أبيه وأصابه في يده، وقام بإصابة نفسه إصابة بالغة في رأسه وعمل بها محضرا يشكو فيه الأب في الشرطة، وبعد تصفية الخلاف قانونيا قاطع الأب والأم وباقي الأبناء هذا الابن إلا أنه مؤخرا يحاول التحدث مع والدته دون علم أي أحد ومصالحتها، ويريد أن يتصالح مع إخوته أيضا مع العلم بأنه من قبل الزواج وهو يتسبب في العديد في المشكلات والتي زادت بعد زواجه. والسؤال: هل على باقي الأبناء والأم أي وزر أو ذنب لعدم التحدث مع هذا الابن وفقا لرغبة الأب ورفضا لما فعله معه (أي رفضهم لما فعله مع والدهم)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت من سلوك أخيك مع والده هو من أعظم درجات العقوق وأبلغ أنواع الإساءة، وذلك بلا شك من أكبر الكبائر وأشنع المنكرات، فالواجب عليكم نصح هذا الأخ وتخويفه عاقبة العقوق، فإذا لم ينتصح فلا إثم عليكم في مقاطعته، بل إن مقاطعته قد تجب عليكم إذا تعينت طريقا لاستصلاحه، وكذلك يجوز لكم مقاطعته إذا كان في صلته ضرر عليكم، لكن الأولى صلته مع مداومة نصحه إذا كنتم ترجون صلاحه وتوبته، وانظري الفتوى رقم: 22411.
أما إذا كان هذا الأخ قد تاب إلى الله و ندم على أفعاله السابقة، فلا يجوز لكم مقاطعته فإن التوبة تمحو ما قبلها. وفي هذه الحال إذا أمركم أبوكم بمقاطعته فلا تلزمكم طاعته في ذلك، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف.
والله أعلم.