السؤال
لي صديق تخاصم مع أخيه الأكبر الذي كان دائما يهينه لأبسط الأمور بكلمات سيئة: كيا بهيمة، فهجره وأصبح لا يزيد على أن يرد السلام إذا دخل وسلم على من في المنزل، والعكس بالعكس أيضا، ولم يتواجها بالسلام بينهما. وقد تعدت تلك الحال أكثر من 3 أيام، فهل يأثمان؟ وماذا تنصحني به تجاههما؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للأخ
إهانة أخيه أو أذيته بكلام أو غيره، لثبوت حرمة أذية المسلم وإهانته، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه؛ لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
إضافة إلى ما في هذه المعاملة من قطيعة الرحم، وكان الأجدر بالأخ الشفقة على أخيه، وأن يكون له بمثابة الأب في الإحسان والاحترام، ولا يجوز لهذين الأخوين الهجران فوق ثلاثة أيام، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. متفق عليه
وإذا كان الأخوان المذكوران يسلم أحدهما على الآخر ويرد الآخر عليه، فليس بينهما هجران محرم عند أكثر أهل العلم، وقال بعضهم لا يزول الهجران إلا برجوعهما لما كانا عليه من علاقة قبل الهجران، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قال أكثر العلماء تزول الهجرة بمجرد السلام ورده. وقال أحمد: لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولا، وقال أيضا: ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم. انتهى.
والذي ننصحك به من أمرهما هو أن تبين لهما خطورة الهجران بين المسلمين، وخصوصا إذا كان معه قطع رحم، وأن واجبهما قطع هذا الهجران بما ينقطع به شرعا، وأن يصل كل منهما الآخر بما تحصل به الصلة.
والله أعلم.