العقل الإرادة من مقومات التكليف الشرعي

0 487

السؤال

أنا والله أريد أن أعرف شيئا متعلقا بمدى مسؤولية المسحور الذي وقع تحت تأثير السحر وخاصة إذا كان السحر من النوع القوى التدميري كأن يكون سحر تخيل أو غيره من الأسحار القوية، أريد أن أعرف مدى مسؤوليته في ما يقع منه من ذنوب ومعاصي كالسب والشتم وأنت تعرف أن الشياطين يجعلون المسحور يفعل أشياء كفرية والعياذ بالله، أنا قرأت في منتدى الشبكة الإسلامية أن كل ما يصدر من المسحور وهو في غير وعيه لا يحاسب عليه أو إذا كان يعي ما يقول ولكنه لا يستطيع أن يتحكم في نفسه ولا إرادة له فهو غير مكلف ولا يأثم بما يصدر عنه من معاصي، وعلى الجانب الآخر قد قرأت للجنة الدائمة للفتوى عن مدى مسؤولية الممسوس أو المسحور فيما يصدر منه من ذنوب فقد قالوا الآتي: فإذا كان به من المس بحيث صار به في حد من لا يعقل، أو لا يدرك ما يقول ويفعل ، فهو معذور، وقد رفع عنه القلم حتى يفيق ؛ لأنه يشبه المجنون ، وقد روى أبو داود (4398) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المبتلى حتى يبرأ ، وعن الصبي حتى يكبر ) . صححه الألباني في "صحيح الجامع" (3513) وغيره . وأما إذا كان به مع المس بعض عقله ، بحيث أنه يدرك بعض الإدراك ، ويفهم بعض الفهم، فهو مسؤول عما يقول ويفعل بحسب إدراكه وفهمه، وعلى من يلي أمره مراعاة ذلك، والحرص على العناية به وتذكيره.
سؤالي رقم 1: هنا يا شيخ أين الصواب في ذلك لأني احترت والله وأريد أن أعرف فقد ذكرتم أنه ولو كان الإنسان مدركا ولكن لا يستطيع أن يتحكم في نفسه ولا إرادة له فلا تكليف عليه، وعلى النقيض الآخر رأي اللجنة الدائمة في أنه إذا كان معه بعض من العقل وشيء من الإدراك فإنه مكلف ويؤاخذ بما فعل. فأريد أن أعرف أيهما الصواب هل رأيكم في المنتدى أم رأي اللجنة الدائمة في مسألة إذا كان معه شيء من العقل والإدراك فإنه يكلف ويحاسب أم رأي فضيلتكم في المنتدى إذا كان معه إدراك ولكنه لا يستطيع أن يتحكم في نفسه ولا إرادة له فإنه غير مكلف. فأيهم الصواب في الاثنين؟
سؤالي رقم 2: كذلك أريد أن أعرف حكم من صار في حالة تشبه المعتوه وهو من اختل عقله وإدراكه بسب السحر الذي أثر عليه وصار يخرف بالكلام مثل المجانين مثل الذين يحاورون أنفسهم ويسبون وكأنه مثل الواقع تحت تأثير المخدر وذلك بسبب تأثير السحر عليه، ووجد نفسه مدفوع بالكلام ولا يستطيع التحكم في نفسه ولا إرادته وإن كان معه شيء من الإحساس ولكن هذا الإحساس كأنه مثل مخدر واقع تحت تأثير البنج أو المخدر فهل هذا الشخص مكلف أم لا؟
سؤالي رقم 3: هل أنا ملزم بفتوى واحدة أم يجب علي البحث وأخذ الفتوى من أكثر من مفت علما أنه يمكن أن أجد اختلافا في الفتوى بين المشايخ؟ فأيهما الصواب في حالة إذا كان هناك اختلاف في الفتاوى وما هو المفترض أن آخذ به؟
سؤالي 4: ما هو تعريف المذهول وهل يؤاخذ شرعا أيضا؟ وهل أيضا من أصابه ذهول بسبب السحر هل هو مؤاخذ أيضا أم لا؟
أنا آسف على الإطالة أرجو من فضيلتكم الإجابة لي عن الثلاثة أسئلة وخاصة السؤال الثاني للأهمية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا تعارض بين الفتويين، لأن التكليف الشرعي لا بد أن يتوفر لصاحبه العقل والإرادة، فإذا فقد العقل لم يكلف، وإذا كان مكرها لم يكلف، فمن كان غير مدرك لم يكلف لفقده العقل، ومن كان لا يستطيع التحكم في نفسه وهو مدرك لما يقع منه ليس عليه شيء لأنه مكره ففي الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وبهذا تعلم أيضا أن من ذكرت في السؤال الثاني لا تكليف عليه.

واعلم أن من سأل عالما يثق بدينه وعلمه وأفتاه في أمر ما لا يجب عليه أن يسأل غيره، ويسعه تقليد الأول والعمل بفتواه.

وأما المذهول في اللغة العربية فمعناه الشيء المتروك، أو المنسي كذا قال صاحب اللسان.واسم الفاعل منه ذاهل ولا نعلم تعريفا علميا للذاهل ولا للمذهول، وأما المؤاخذة في الذهول الواقع بسبب السحر فالحكم فيها أن ما يقع منه بإكراه أو عن عدم إدراك لا يؤاخذ به.

وحكمه  حكم الناسي والناسي غير مكلف، لما في الحديث السابق: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان....

وما فعله مدركا مختارا فهو مؤاخذ به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة