السؤال
أنا في الصف المتوسط كنت أنذر كثيرا وأخلف بشكل شبه يومي إلى أن بلغت الثلاثين، وفي السنة الأخيرة ندمت فأصبحت أحلف على المصحف لكي لا أخلف، وأيضا أفعل ذلك يوميا وأخلف وأريد أن أتوب، لست ذات مال لأتصدق ولا أستطيع حساب كم يوم أصوم. فهل التوبة تكفي أرجوكم لا تهملوني أخاف أن أموت ولم أكفر عما فعلت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف فقد ذم الله تعالى كثرة الحلف فقال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين. {القلم:10}. وكذلك النذر إذا كان معلقا؛ لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال: إنه لا يرد شيئا وإنما يستخرج به من البخيل. وفي النذر زيادة واجبات على المسلم قد لا يتمكن من القيام بها أو يتساهل فيها فيكون مذموما عند الله تعالى.
ومن حنث في يمينه وجبت عليه الكفارة، ومن نذر ما فيه طاعة وجب عليه الوفاء بها.
وإذا كنت قد ظهرت عليك علامات البلوغ في الفترة المذكورة فلا يجزئ عن نذورك وأيمانك التوبة وحدها بل عليك مع ذلك أن تفي بما نذرت وتكفري عن ما حنثت فيه من الأيمان، وتحتاطي لذلك حتى يغلب على ظنك أن ذمتك قد برئت، ثم عليك أن تكفي عن هذا الأمر.
ثم ما كان من النذر والحلف قبل البلوغ فإنه لغو لا كفارة فيه، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 10595، 11229، 119599.
وإذا عجزت عن الوفاء عجزا لا يرجى زواله فعليك أن تكفري عن كل نذر كفارة يمين وهي المذكورة في الفتوى رقم: 2053. وبذلك تبرأ ذمتك كما سبق بيانه في الفتاوى المشار إليها.
هذا إذا كان نذرك نذر تبرر، أما إذا كان نذر لجاج وهو الذي يقصد به حث النفس على فعل شيء أو منعها من شيء.. فإن صاحبه مخير بين الوفاء به أو كفارة يمين.
مع العلم أن جميع ما ذكر ليس صعبا، والعبد إنما يطالب بما يطيقه. قال تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .{البقرة 286} فعليك أن تبادري بالتكفير عن الأيمان والنذور بالقدر الذي تستطيعينه، وعلى الوجه الذي تطيقه.
والله أعلم.