الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحنث من حلف أن يبلغ المسؤول الكبير عن مشكلة فبلغها للأصغر منه؟

السؤال

حدثت مشكلة بيني وبين زميلي، وكان هو المخطئ، فحلفتُ مرتين أن أُبلِغ المسؤول الكبير، وكنت أنوي ذلك، وبعدها بدقائق ذهبت لإبلاغ المسؤول، وأثناء ذهابي للمسؤول الكبير لقيت المسؤول الأصغر منه في طريقي، فأبلغته بالذي حصل، فهل عليّ كفارة يمين أم لا؟ وهل كان يلزمني إبلاغ المسؤول الكبير؟ وإن كان الإبلاغ لازمًا، فهل يجوز أن أبلغه بعد فوات وقت المشكلة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مدار الأيمان على نية الحالف:

فإن كنتَ قد أردت بيمينك رفع الشكوى للمسؤولين، وعبَّرت بلفظ: (المسؤول الكبير) للدلالة على هذا المعنى؛ فتكون قد بررت في يمينك بإخبار المسؤول الصغير.

ولكن إن كنت قد نويت بيمينك إخبار المسؤول الكبير بخصوصه؛ فلا تبرّ يمينُك إلا بإخباره شخصيًّا.

قال ابن قدامة في المغني: يُرجَع في الأيمان إلى النية. وجملة ذلك؛ أن مبنى اليمين على نية الحالف:

فإذا نوى بيمينه ما يحتمله - انصرفت يمينه إليه، سواء كان ما نواه موافقًا لظاهر اللفظ، أو مخالفًا له:

فالموافق للظاهر أن ينوي باللفظ موضوعه الأصلي -مثل أن ينوي باللفظ العام العموم، وبالمطلق الإطلاق، وبسائر الألفاظ ما يتبادر إلى الأفهام منها-.

والمخالف يتنوع أنواعًا:

أحدها: أن ينوي بالعام الخاص -مثل أن يحلف لا يأكل لحمًا، ولا فاكهة، ويريد لحمًا بعينه، وفاكهة بعينها ... انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني