القرآن محفوظ كله بألفاظه

0 368

السؤال

أثناء نقاشي مع أحد الإخوة الأفاضل أخبرني أن الله حفظ القرآن بالمعنى ولم يحفظه كاملا أي لم يحفظ الكلمات التي أنزلها الله جميعها بل الحفظ في الآية الشريفة: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. هو حفظ معنى وبدليل أن الأحرف السبع ذهب منها ستة وبقى واحد، فالله سبحانه حفظ معنى الكلمات ولم يحفظ الكلمات
هل توافقون على هذا النوع من الحفظ للقرآن الكريم!!؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا القول لا يصح بحال من الأحوال فالقرآن الكريم محفوظ كله بألفاظه. فلا يمكن أن يزاد فيه حرف أو ينقص منه، وسبق يبان ذلك بالتفصيل والأدلة النقلية والعقلية في الفتاوى التالية أرقامها: 6472 ، 49145 ، 75083 ، وما أحيل عليه فيها.

فالقول بأن القرآن الكريم محفوظ بالمعنى فقط أو لم يحفظ كاملا أو لم تحفظ كلماته التي نزل بها. قول سوء تفنده النصوص الشرعية والواقع المشاهد عبر التاريخ،  وقد أجمع علماء المسلمين على كفر من جحد حرفا مجمعا عليه من القرآن فلا يجوز لمسلم أن يلتفت إلى مثل هذا القول، والاستدلال عليه بأن الأحرف السبعة ذهب منها ستة استدلال باطل، فالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن موجودة في مصاحفنا اليوم علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولا يعني عدم القراءة بها كلها عدم وجودها، ولا يلزم المسلم القراءة بها كلها، بل يكفيه أن يقرأ بأي حرف منها حسب ما يتيسر له.

وقول بعضهم: إن المصاحف العثمانية لم تشتمل إلا على حرف واحد من الحروف السبعة، لا يلتفت إليه، وقد رده المحققون من أهل العلم كما جاء في مناهل العرفان للعلامة الزرقاني: جميع هذه الأحرف موجودة بالمصاحف العثمانية ولا يجوز للأمة أن تهمل نقل شيء منها، وأن الصحابة أجمعوا على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك. ومعنى هذا أن الصحف التي كانت عند أبي بكر جمعت الأحرف السبعة ونقلت منها المصاحف العثمانية بالأحرف السبعة كذلك.

وجماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين على أن المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها.

 والله أعلم.

 

 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات