السؤال
عندي مجموعة من الأسئلة، ولكن أريد ـ أولا ـ أن أذكر مقدمة عن القصة.
ففي موقع يسكنه جن كافر ـ يهودي الديانة.
قام الرجل ـ الذي نحسبه عند الله صاحب علم ودين والله حسيبه ـ بالتكلم مع هذا الجان بهدف طرده من مكانه
وقبل هذا الكلام قام الرجل بطي صفحة من المصحف الشريف ووضعها على الأرض وبعد الكلام معه طلب هذا الجان قربانا فرفض هذا الطلب لمعرفة الأصدقاء بأن هذا شرك بالله ـ والعياذ بالله ـ والأسئلة هي:
1ـ ما الهدف من طي صفحة من المصحف ووضعها على الأرض؟.
2ـ هل في هذا الفعل إثم لمن كان مرافقا للرجل الذي تحدث مع الجان؟.
3 ـ إذا كان عليه إثم فما هي كفارته؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الهدف من طي الصفحة ووضعها بالإرض لا ينبغي أن يسأل عنه إلا من فعله، وأما من كان غائبا عنه ـ مثلنا ـ فلا يسوغ سؤاله عنه.
وأما من ناحية الإثم: فإن كان وضع الصفحة بالإرض يعد امتهانا لها، فإنه جرم خطير وذنب كبير يخشى على صاحبه من الوقوع في الردة، كما ذكرنا في الفتويين رقم: 64588، ورقم: 45995، أن من الردة إلقاء مصحف بقذر، كما قال خليل في مختصره، وذكرنا قول شراحه أن القذر يراد به ما يستقذر طبعا ـ ولو كان طاهرا ـ وأن الآية حكمها حكم المصحف في تحريم الإلقاء بالمكان القذر ومما يرتد به وضعه بقصد الاستخفاف كما قال الخرشي، وأما من رأى ورقة من المصحف مطروحة بالإرض فيجب عليه رفعها ويأثم بعدم فعل ذلك إن كان قادرا، بل يخشى عليه من الردة، كما قدمنا في الفتوى رقم: 120611، مع إحالاتها.
وأما الكفارة لما حصل فبالمبادرة إلى التوبة الصادقة والإكثار من العمل الصالح والاستغفار، فقد قال تعالى: فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم {المائدة:39}.
وقال: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم {الأنعام:54}.
وقال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110}.
والله أعلم.