السؤال
أنا شخص مصاب بالوسواس القهري، وفي كل مرة أذهب للوضوء يخرج مني ريح (مؤكد) أثناء الوضوء وبالتحديد بعد غسل الوجه, ما يضطرني لإعادة الوضوء عدة مرات. فماذا يجب علي فعله، علما أني تركت الصلاة لهذا السبب أشعر أن الله يكرهني إذ ابتلاني بالوسواس!؟
أنا شخص مصاب بالوسواس القهري، وفي كل مرة أذهب للوضوء يخرج مني ريح (مؤكد) أثناء الوضوء وبالتحديد بعد غسل الوجه, ما يضطرني لإعادة الوضوء عدة مرات. فماذا يجب علي فعله، علما أني تركت الصلاة لهذا السبب أشعر أن الله يكرهني إذ ابتلاني بالوسواس!؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلاج الوسواس هو الإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، فعليك أن تجاهد نفسك للأخذ بهذا العلاج وألا تلتفت إلى ما يعرض لك من الوساوس أيا كان نوعها، نسأل الله لك العافية ولجميع المبتلين بهذا الداء العضال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51601.
والذي نظنه أن ما تذكره من أمر خروج الريح لا يعدو أن يكون وسوسة من تلك الوساوس التي تسلطت عليك، فعليك أن تعرض عنه كلية وألا تعيره أي اهتمام، وعلى فرض كون ما تذكره صحيحا فإن كنت لا تستطيع ضبط الحدث وكنت مصابا بانفلات الريح بحيث لا تجد وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فعليك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وصل بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل ولا يضرك ما خرج منك، وانظر لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.
واعلم أن دين الله يسر وأن الله لطيف بعباده رحيم بهم فلا يكلفهم ما لا يطيقون، وإنما يشق الإنسان على نفسه بتحميلها ما لا تحتمل، ولا يلزم أن يكون الله عز وجل ساخطا عليك مبغضا لك بل ربما يكون ما ابتليت به من الوسواس من المصائب التي تؤجر إذا صبرت عليها، فإن المؤمن لا يصيبه نصب ولا وصب ولا هم ولاغم ولا أذى حتى الشوكه يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمصيبة الأعظم من الوسوسة هي أنك استسلمت لها حتى تركت الصلاة، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وأن تقضي ما تركته من الصلوات في قول الجمهور، وعليك أن تأخذ بأسباب العلاج من هذا الداء بما ذكرنا لك من الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، ولا بأس بمراجعة الأطباء الثقات فإن ذلك من الأسباب التي شرع الله لعباده الأخذ بها.
والله أعلم.