السؤال
سؤالي هو: كما أعلم وتعلمون أن من يغتابني يهديني حسناته أليس كذلك ؟؟
حسنا في الحقيقة أنا لا يهمني كثيرا في حال أحد اغتابني أو تحدث عني بالسوء وراء ظهري .. فأنا أكبر من أن أفكر بكلام الناس.
حسنا، ولكن أنا أريد الأجر بأي وسيلة، ففي معظم الأحيان أقول سأسامح كل من يغتابني أو يبهتني [ لأنني أرى كثيرا حث ديننا الحنيف على العفو والصفح ]
وفي معظم الأحيان أقول لن أسامح أحدا على الإطلاق، ليس لأجل أنهم بهتوني أو اغتابوني وإنما لكي أنال الأجر.
احترت كثيرا، يا ترى هل أجر العفو والصفح أكثر من الأجر الذي سأناله ممن اغتابني أو بهتني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التغاضي عن زلات الآخرين والعفو عن الناس من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها فقد قال الله تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله. {الشورى:40}.
والعفو عن الناس لا يعني أن يبيح المسلم عرضه أو يتنازل عن حقه في المستقبل، فقد نص أهل العلم على أن هذا لا يجوز لما فيه من إباحة للغيبة والسب.. والأمور المحرمة أصلا كما سبق بيانه في الفتوى: 52437.
ولذلك فالأفضل لك أن تسامحي كل من ظلمك أو أخطأ في حقك بعد ما يقع منه ذلك الخطأ وبعد علمك به، فهذا هو الذي حث عليه الشرع ورتب عليه الأجر العظيم والثواب الجزيل، ويجوز لك الاحتفاظ بحقك وعدم المسامحة به وسوف تأخذين مقابله من حسنات الظالم يوم القيامة كما في حديث المفلس في صحيح مسلم، ولكن ذلك لا يقارن بالأجر الذي أعده الله تعالى للعافين عن الناس، فقد قال تعالى في صفات عباده المتقين الذين أعد لهم جنته.. والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. {آل عمران:134}. وقال تعالى: فمن عفا وأصلح فأجره على الله. {الشورى:40}.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى: 6297.
والله أعلم.