اجمع بين برّ أمّك وحقّ زوجتك

0 253

السؤال

أنا متزوج منذ 5 سنوات وعندي ولد وبنت، وحالتي المادية جيدة ولله الحمد. أسكن مع والدتي في بيت الوالد رحمه الله علما بأني أستطيع شراء منزل خاص لكني حريص على القرب من والدتي و البر بها كما أن البيت قريب من مكتب الوالد رحمه الله العقاري والذي أديره وجميع الأملاك الخاصة بالورثة بالوكالة عن جميع الورثة، لكن زوجتي الآن تطلب مني شراء منزل خاص و الانتقال إليه مع الوالدة لأن المكان بدأ يضيق علينا مع الأولاد كما أن زوجتي لا تشعر بالخصوصية وحرية التصرف بالبيت، كما أن البيت الذي نسكن فيه هو ملك لجميع الورثة مما لا يجعلنا نشعر بالاستقرار، علما بأن الانتقال إلى بيت آخر قد يحزن والدتي حيث إنها كبيرة بالسن والانتقال في هذا السن يصعب عليها وقد يقلل ذلك من زيارة أولادها لها.
الزوجة لها الحق في هذا الطلب و أنا أستطيع تنفيذه لكني في نفس الوقت حريص على رضا والدتي وبرها...أنا الحقيقة في حيرة من أمري ويصعب على ترتيب أولوياتي في هذا الوضع حيث لدي خيارات أخرى كالاستثمار العقاري أو أكمال الدراسة.
أود استشارتكم في هذا الوضع؟ وهل علي إثم تجاه والدتي في حال انتقلت إلى منزل آخر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على بر أمك فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، لكن الواجب أن تجمع بين بر أمك وعشرة زوجتك بالمعروف وتعطي كل ذي حق حقه، ومن حق زوجتك عليك أن توفر لها مسكنا مستقلا يحفظ لها خصوصيتها ولا تتعرض فيه لضرر, كما بيناه في الفتوى رقم: 28860.

فإن أمكنك شراء منزل وإقناع أمك بالانتقال إليه معكم فإنك بذلك تجمع بين بر أمك وحق زوجتك ويمكنك أن تختار منزلا قريبا من إخوتك حتى يسهل عليهم زيارة أمهم، وإن رفضت أمك الانتقال معك أو كان ذلك يشق عليها، فالأولى أن تقنع زوجتك بالصبر على البقاء مع الوالدة لما في ذلك من تمام البر بها، فإن رفضت الزوجة فيمكنك شراء منزل خاص للزوجة والأولاد مع مداومتك  على رعاية أمك ولا إثم عليك في ذلك إن شاء الله ما دمت لن تقصر في برها وطاعتها في المعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة