توبي من إساءتك لأبيك

0 266

السؤال

ـ بالله عليكم ـ أجيبوني فأنا في ألم وحسرة ـ لا يعلمها إلا الله ـ فأنا في 25 من العمر وكنت دائمة الشجار مع أبي ـ رحمه الله ـ نتشاجر ونتصالح ـ وكان هذا حالنا ـ ثم تشاجرنا وقلت ربنا ينتقم منك، لأنك تضربني من حين لآخرثم ندمت على ما قلت واعتذرت له في ثاني يوم فرفض اعتذاري، ثم في اليوم الذي يليه ثم رفض، ثم سافرت للدراسة واتصلت به من هناك لمصالحته فلم يرد علي ثم اتصل بأختي، فأخذت الهاتف وحدثته وقلت كيف حالك أنا آتية إليك غدا، فقال لي تأتي بالسلامة وكان يقولها وهو مازال مجروحا مني وقال لي لا أقدر عل محادثتك بعد الذي قلته لي، ولكنه حدثني وكنت أشعر أن الأيام كفيلة بأن تداوي ذلك، ولكنه توفي في حادثة ـ وكلي حسرة وندم ـ وأمي تشعر بأنني السبب في موته، لأنني دعوت عليه وقد تكون صادفت وقت الإجابة، فهل أنا فعلا سبب في موته؟ بالله عليكم أجيبوني ـ وهل لي من توبة؟ فأنا أشعر بألم وحسرة تكاد تقتلني، فأبي مات وهو غضبان علي فكيف أتوب؟ أشعر أنني لا أستحق الحياة، فأبي كان سببا في حياتي وأنا كنت سببا في موته فكيف أعيش؟ وكيف أتوب؟ وكيف أشعر أبي بأنني نادمة وأنني أحبه بعد موته؟ وهل لن أدخل الجنة حتى يرضي أبي عني؟ أشعر بفظاعة الذنب وأنه أكبر الكبائر، ولكن، هل فات وقت الندم؟ وكيف أمحو الإحساس بالذنب؟ وهو يعتصرني ليلا ونهارا.
بالله عليكم أجيبوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن دعاءك على أبيك من قبيل الإساءة التي تستوجب منك الندم ثم التوبة إلى الله من ذلك ومن سائر ما كان منك من تقصير في حق أبيك، فإن حق الأب عظيم, والإساءة إليه من العقوق، والعقوق من الكبائر، كما بيناه في الفتوى رقم: 11649.

أما بخصوص التوبة: فإن باب التوبة مفتوح للعبد لا يحال بينه وبينها ما لم يغرغر.

ونبشرك أن الإسلام قد أبقى باب بر الوالدين مفتوحا حتى بعد موتهما، ليتزود المحسن ويتدارك المقصر وذلك بالدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم: 10602.0

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة