أمه تحرجه بسؤالاتها فيضيق صدره فهل يعد عاقا بذلك

0 370

السؤال

أسكن مع والدي و والدتي في نفس المنزل كون زوجتي تعمل في منطقة أخرى غير التي أسكن فيها. مشكلتي أو سؤالي يتلخص في التالي :هو أن والدتي تحاصرني بأسئلتها و استفساراتها فبمجرد خروجي من المنزل تتصل بي و تسأل أين أنت و أين ستذهب ومتى ستأتي و عند من ستذهب و لا تترك شاردة أو واردة إلا و تسألني عنها حتى عندما أكون مع زملائي تتصل بي تحاصرني بهذه الأسئلة مما قد يحرجني بين زملائي حتى لو حاولت الاختصار و قلت لها إني مشغول أو مع زملائي أو أي شيء من هذا القبيل لا تكتفي بذلك بل يجب أن تعرف كل التفاصيل . لدرجة أنها قد تتصل علي و أنا في العمل لتتأكد أني في العمل مع أن المنزل لا يبعد عن العمل أكثر من خمس دقائق بالسيارة . حصلت على فرصة تفرغ للدراسة لمدة عام دراسي و جدولي الدراسي مضغوط جدا أخرج من المنزل صباحا و أخرج من الكلية قبيل العصر و بعد ذلك لدي عمل مسائي يمتد حتى صلاة العشاء أعود للمنزل منهكا و أحاول كذلك مراجعة المحاضرات التي تلقيتها خلال اليوم الدراسي فتأتي للجلوس معي في غرفتي و تقوم بفتح التلفاز مما يشوش علي أفكاري و يحرمني من مراجعة دروسي فأضطر لانتظارها حتى تخرج من الغرفة لأتمكن من مراجعة دروسي . أستاء كثيرا من محاصرتها لي و لكني أكتم ذلك في نفسي و لا أبين لها حتى لا أجرح شعورها أو أسيء لها فهل أنا آثم من استيائي من تصرفاتها لأن هذا الموضوع يؤرقني كثيرا فأنا و لله الحمد أسعى إلى برها هي ووالدي قدر استطاعتي و لكن أخشى أن يحرمني استيائي من تصرفاتها و محاصرتها لي من أجر برها .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على صبرك على أمك وحرصك على برها والإحسان إليها ونسأل الله سبحانه أن يجعل هذا في ميزان حسناتك , ونذكرك بأن هذه التصرفات إن دلت على شيء فإنما تدل على حب أمك لك وتعلقها بك وهذا من فضل الله عليك فعليك أن تقدر هذا لها.

ولكن لا شك أن بعض هذه التصرفات قد يلحق بك الحرج والضرر فيمكنك أن تعلمها -بأسلوب لين رفيق - بما تتضرر منه كأن تذكرها بضيق وقتك نظرا لظروف الدراسة والعمل وأن فتحها للتلفاز قد يشغلك عن مذاكرتك ويشوش فكرك وخاطرك , وهي ستقدر ذلك إن شاء الله وستنتهي عما يؤذيك.

وأما ما تجده في صدرك من ضيق وحرج جراء هذه التصرفات فهذا لا حرج عليك فيه إن شاء الله , ما دام الأمر في نطاق الخواطر والهواجس القلبية ولم يتعد ذلك إلى إيذاء لها بالقول أو الفعل ولو كان يسيرا , ذلك لأن الله سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها كما جاء في الحديث الصحيح:" إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به" متفق عليه.

 بل قد يكون هذا الذي تجده من ضيق في صدرك سببا في الأجر والثواب إن أنت جاهدت نفسك في دفعه وكظمت غيظك تجاه تصرفاتها وراجع الفتويين رقم: 69066  , ورقم: 73860

والله أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة