في يوم ما ركبت مع أخي سيارة أبي، وكان أخي هو الذي يقودها، وبعد تحركنا بفترة جاءت عيني على المرآة الداخلية الوسطى فوجدت مصحفا صغيرا جدا وآية منقوشة ومسباحا معلقا على المرآة الداخلية الوسطى في السيارة، وكنا واقفين عند الإشارة، فقلت في نفسي عند تحرك السيارة ومشيها على طريق غير معبد، فإن المصحف والآية والمسباح سيرتطمون فيما بينهم، ثم تحركت السيارة وشاهدتهم يرتطمون وأنا أحترق من الداخل، ولكن لم أبادر إلى إخراجهم، وظللت أنظر وقلبي يتقطع، ولما اقتربنا من البيت أخرجت المسباح والمصحف وتركت الآية وحدها معلقة، فهل تأخري عن إخراجهم يخرجني عن ملة الإسلام؟ خاصة وأن إخراجي لهم تم بعد أن كانوا يرتطمون من جراء حركة السيارة ثم سكنوا ـ تقريبا ـ لما قلت سرعة السيارة وتجاوزنا حفر الشارع.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنطمئنك ـ أيها الأخ الكريم ـ بأنك مسلم ونسأل الله سبحانه أن يديم علينا جميعا نعمة الإسلام، وغاية ما ذكرته في سؤالك هو أن المعلقات من المصحف وغيره كانت تتحرك بحركة السيارة مما أدى إلى ارتطامها فيما بينها، وهذا ليس فيه إهانة للقرآن، بل إنك إذا وضعت المصحف في أي مكان آخر في السيارة فقد يتعرض إلى الارتطام بشيء منها عند تحركها، وكذلك إذا مشيت وهو في جيبك أو حقيبتك، فإن الأمر نفسه قد يحدث، فننصحك بالإعراض عن التفكير في هذه الأمور وأشباهها، فإن الانشغال بها يفتح عليك أبوابا من الوساوس، كما ننصح بمراجعة الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.