هل الصديق المعرض عن طلب العلم يعد من أصحاب السوء

0 217

السؤال

سؤالي هو: تعرفت على أناس طيبين ومتدينين ـ وهم طلاب علم صغار بالكويت ـ وبعد أن تعرفت عليهم بدأت بطلب العلم معهم، لكن لدي صديق قديم كنت معه منذ خمس سنوات وقد حاولت أن أجذبه لطلب العلم، لكنه لا يريد ـ حاولت أكثر من مرة ـ فهل هذا الصديق من الصحبة السيئة أم لا؟ وإذا كان من الصحبة السيئة فهل يجب علي أن أبتعد عنه؟ مع العلم أنه يحفظ القرآن ويصلي، لكن لا يريد طلب العلم.
نرجو أن تفيدوني بحل تساؤلاتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي البداية نسأل الله لك التوفيق والثبات في طريق طلب العلم وهو من أعظم ما يوصل إلى رضا الله عز وجل وفضائله معلومة مشهورة، ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 22256 ، فراجعها.

وإذا كان صاحبك من المستقيمين، ولكنه لا يطلب العلم، فهذا لا يجعلك تهجره وتبتعد عنه، وكذلك فإن ترك طلب العلم المستحب لا يجعل المسلم من الصحبة السيئة التي يجب الابتعاد عنها، وإنما ننصحك بمداومة النصح له وترغيبه في طلب العلم مع الإقلال من مخالطته إن كان له تأثير سلبي على طلبك للعلم، فما زال العلماء يوصون طالب العلم بمصاحبة أصحاب الهمم العالية وعدم الاشتغال بمن يزهد في طلب العلم، وقصة ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ مع صاحبه الأنصاري فيها هذا المعنى، فقد قال ـ رضي الله عنه: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل: هلم فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم كثير، فقال: العجب والله لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من ترى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا، فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي، فإذا رآني قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟ قلت: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك، فيقول: هلا أرسلت إلى فأتيك؟ فأقول: أنا كنت أحق أن آتيك، وكان ذلك الرجل يراني، فذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلي، فيقول: أنت أعلم مني.

قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

وبدلا من الابتعاد عن صديقك هذا، فلماذا لا تحاول أن تعلمه مما تتعلمه أنت؟ فتستفيد من ناحيتين:

الأولى: تثبيت العلم في صدرك.

والثانية: تعليم صاحبك والحصول على أجر الدعوة إلى الله وثواب معلم الناس الخير.

وراجع في هذا الفتوى رقم: 21669.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات