السؤال
أنا امرأة مسلمة أجتهد في المحافظة على ديني أشتغل الآن منظفة بشركة للميسر... وقد أرقني خوفي من أن يكون أجري حرام علما بأنني ليست لي مسؤولية أسرية باستثناء أمي التي تحتاجني لشراء الدواء لها كما أني أمتلك حرفة قد لا تسد الرمق. أفتوني ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الميسر من الكبائر التي حرمها الله تعالى في كتابه بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) [المائدة:90-91].
وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله حرم على أمتي الخمر والميسر.." الحديث رواه أحمد وأبو داود عن عبد الله بن عمر، وقد اتفق العلماء على أن كل محرم يحرم بيعه وشراؤه واقتناؤه والتعامل فيه.
وعليه، فلا يجوز لك أن تعملي في هذا المكان، لأن العمل فيه يعرضك لسخط الله، والعياذ بالله تعالى، ولأن هذا العمل يعد تعاونا على أعظم الإثم، والله تعالى يقول في كتابه: (ولا تعاونوا على الأثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) [المائدة:2].
فعلى السائلة الكريمة أن تبتعد عن هذا العمل المحرم، وأن تعمل بحرفتها الحلال التي تتقنها، وسوف يبارك الله تبارك وتعالى فيها، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) [الطلاق:2].
أسأل الله تعالى لنا وللسائلة الكريمة وللمسلمين أجمعين الغنى بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.
والله أعلم.