السؤال
في منتصف السورة يستحب وتشرع الاستعاذة فقط إلا في موضع فإنه تشرع فيه البسملة مع الاستعاذة مع أنها وسط سورة. فما هو هذا الموضع ؟
هو عند قوله تعالى في سورة فصلت ( إليه يرد علم الساعة ) فلا يستحب الإتيان فقط بالاستعاذة حتى لا يظن الشخص السامع أن الضمير ( إليه ) يعود إلى أقرب مذكور وهو الشيطان الرجيم.
سؤالي: هل هذه الإجابة صحيحة أم لا أفيدوني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستعاذة مشروعة ومأمور بها عند بداية قراءة القرآن الكريم لقول الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا الأمر للاستحباب كما هو مذهب الجمهور، وحمله بعضهم على الوجوب.
قال ابن الجزري في الطيبة:
.. واستحب تعوذ، وقال بعضهم يجب
ووصل الاستعاذة بما بعدها لا حرج فيه إلا إذا كانت الآية التي يبتدئ بها القارئ مبدوءة بلفظ الجلالة أو بضمير يعود إليه- سبحانه وتعالى- فيتعين الوقف على الاستعاذة، أو البسملة وهو الأولى حتى يتحقق الفصل بين اسم الله تعالى وصفة الشيطان، فالأجزاء- كما أشرت- يخير القارئ بين البسملة لها أو تركها كما قال الشاطبي:
....... وفي الأجزاء خير من تلا
ولذلك فالأولى أن يكون الفصل بالبسملة، كما استحسن بعض القراء المتقدمين الفصل بالبسملة بين السور الأربعة المعروفة (لا أقسم: بداية سورة القيامة، وسورة البلد، وويل: بداية المطففين، والبلد) في حال القراءة لمن لا يبسمل بين السورتين كورش حتى يفصلوا بين النفي والإثبات في قوله تعالى "وادخلي جنتي... لا أقسم" وبين اسم الله وويل في قوله تعالى: "والأمر يومئذ لله... ويل للمطففين"
ويمثلون لما أشرت إليه بقول الله تعالى: الله لا إله إلا هو. وقوله تعالى: إليه يرد علم الساعة..
هذا ملخص ما ذكره صاحب غاية المريد نقلا عن غيث النفع في القراءات السبع، وصحاب النجوم الطوالع..
وعلى هذا فالإجابة المذكورة صحيحة ولكنها لا تقتصر على الموضع المذكور بل على كل آية بدئت باسم الله تعالى أو ضمير يعود إليه، وهو استحسان من الشيوخ له وجهه، ولم نقف على نص فيه مرفوع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- بل لم نقف على نص فيه عن أحد من الصحابة.
والله أعلم.