0 212

السؤال

قرأت فى كتاب صحيح البخارى حديثا عن النبى صلى الله عليه وسلم: أنه كان مع أصحابه، فقال لهم: علي الصلاة: علمت أن معكم أرواحا، فهلا اغتسلتم؟.
فما معنى هذا الحديث؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاللفظ الذي اطلعنا عليه في صحيح البخاري: قول عائشة ـ رضي الله عنها: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم، وكان يكون لهم أرواح، فقيل لهم: لو اغتسلتم. متفق عليه.

ويتضح معنى الحديث أكثر بما في رواية مسلم عن عائشة أنها قالت: كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم: لو اغتسلتم يوم الجمعة؟.

كفاة: خدم يكفونهم العمل.

تفل: رائحة كريهة.

فمعنى الحديث: أن الصحابة لم يكن عندهم خدم يكفونهم مؤنة العمل، بل كانوا يعملون بأنفسهم فيعرقون فتكون لهم ريح كريهة، فكانوا يحضرون صلاة الجمعة على هيئتهم هذه، فقيل لهم: لو اغتسلتم لذهبت عنكم تلك الريح الكريهة حتى تحضروا الجمعة في أحسن هيئة، قال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: والأرواح: جمع ريح، وأصله: روح، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.

وأراح اللحم: أي أنتن.

وكانوا يعملون، فيعرقون ويحضرون الجمعة تفوح تلك الروايح عنهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم.

وجواب ـ لو ـ محذوف، يعني: لو اغتسلتم لذهبت عنكم تلك الروائح الكريهة.

وفيه ما كان عليه الصحابة من اختيارهم الكسب بأيديهم وما كانوا عليه من التواضع.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم: فيه أنه يندب لمن أراد المسجد أو مجالسة الناس أن يجتنب الريح الكريهة في بدنه وثوبه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات