السؤال
أحيانا كنت أدخل على الشات وأتحدث مع أشخاص من دول أخرى، بالرغم من أنني غاضب جدا مما وصلت إليه أمتنا وكنت أغير دولتي وجنسيتي العربية وأذكر دولة أخرى ـ وهى دولة أجنبية بالتأكيد ـ وأشعر بالندم على ذلك، فهل هذا كذب؟ أم يمكنني فعل ذلك؟.
أحيانا كنت أدخل على الشات وأتحدث مع أشخاص من دول أخرى، بالرغم من أنني غاضب جدا مما وصلت إليه أمتنا وكنت أغير دولتي وجنسيتي العربية وأذكر دولة أخرى ـ وهى دولة أجنبية بالتأكيد ـ وأشعر بالندم على ذلك، فهل هذا كذب؟ أم يمكنني فعل ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في الكذب الحرمة ـ كما لا يخفى ـ وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة. رواه الترمذي وحسنه، وأحمد وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الكذب فجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذابا. رواه مسلم.
وهذا الذي يفعله السائل من هذا الباب، لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع، وهذا هو الحاصل، وإنما يسعه أن لا يخبر ببلده، حتى لا يقع في الكذب.
هذا ولا يخفى ما قد يكون في الانتساب إلى الدول الأجنبية والارتياح لذلك من المحاذير الشرعية وضعف الانتماء إلى الأمة الإسلامية وما يترتب عليه من ضعف الولاء والبراء ـ الذي هو أوثق عرى الإيمان ـ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 32852، كما لا يخفى أن من كان في مثل حال السائل لو تيسر له التجنس بجنسية هذه الدول لبادر إليها، مع أن الأصل في ذلك الحرمة إلا لضرورة أو مصلحة شرعية راجحة، كما سبق بيانه في الفتاوى التالية أرقامها: 26795، 47633 51281.
والله أعلم.