السؤال
لي زميل اتهم في قضيه منذ فترة وحصل على براءة، وبعد عام من ذلك اختلفت معه فأثرت الفتنة بينه وبين زملائه واغتبته وأشعت أنه لص حتى كرهه زملاؤه وعرف من لم يكن يعرف ـ واضرب فية زنب ـ مع العلم بأن هذا الشخص طيب سمح ويصلي ويعتاد المساجد ويلتزم الصمت ولا يرد على أحد، وقد جعلت الناس يتكلمون عليه فما رأي الدين في ذلك؟ وكيف تكون التوبة إذا كنت غلطت فيه؟ وإذا كان هذا الشخص بالفعل لصا، لأنه يركب سيارة وهو موظف فأكون على حق لأعرف الناس به، لأنهم لا يعرفونه؟.
أفيدوني وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أذية المؤمن والسعي في الإفساد بينه وبين الناس جرمان عظيمان، قال تعالى: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا {الأحزاب:58}.
وروى الطبراني في الأوسط عن يوسف بن عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أربى الربا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم.
وثبت في الصحيحين عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال إنهما ليعذبان ـ وما يعذبان في كبير ـ أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
فتبين بهذا أنك قد أسأت إساءة عظيمة، فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، وراجع في شروط التوبة الفتوى رقم: 5450.
وراجع
كلام أهل العلم عن التوبة النصوح الفتوى رقم: 44933.
واعلم أن من تمام التوبة من حقوق الآخرين التحلل منها، فيجب عليك أن تستسمح هذا الرجل من أذيتك له، فإذا خشيت ضررا أعظم فأكثر من الدعاء والاستغفار له.
ويجب عليك ـ أيضا ـ أن تصلح ما أفسدت ـ بأن تكذب نفسك عند من فتنت بينه وبينهم ـ ولمزيد الفائدة راجع الفتويين رقم: 127747، ورقم: 111563.
ولا يجوز لك اتهامه بكونه سارقا من غير بينة، وكونه يركب سيارة لا يستلزم أن يكون قد حصل عليها بغير وجه حق، فالمهم هو أن عليك أن تدعه وشأنه، وأن تشغل نفسك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
رواه مالك في الموطإ والإمام أحمد في المسند.
والله أعلم.