السؤال
هناك حديث للصحابة: أنتم في عصر كثير علماؤه قليل خطباؤه، وسيكون زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه. فهل في الحديث ذم للخطباء؟
هناك حديث للصحابة: أنتم في عصر كثير علماؤه قليل خطباؤه، وسيكون زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه. فهل في الحديث ذم للخطباء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي السلسلة الصحيحة عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم اليوم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى، ويأتي من بعد زمان كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا. والحديث صححه الألباني رحمه الله، وقد أورده في السلسلة الصحيحة وتكلم على طرقه، وقال: كنت خرجت حديث أبي هريرة بنحوه في الضعيفة برقم 684، ثم وجدت أنه لم يتفرد به فلم أر من الأمانة العلمية إلا تصحيحه.
وليس في هذا ذم للخطباء بإطلاق، وإنما قد يستلزم ذما للذين لا يعلمون، ويدعون إلى الله وهم جاهلون، وإنما مدح الله الذين يدعون إليه بعلم، فيجمعون بين العلم والدعوة، قال سبحانه: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين. {يوسف:108}.
والله أعلم.