حصل خلاف بيني وبين زوجتي، وكانت الأسباب هي كثرة عصيانها لي، وعدم الإصغاء إلى نصائحي، وترتب على ذلك كثرة المشاكل وعدة مشادات كلامية، وكثر طلبها للطلاق، وعدم تلبيتها لي في المعاشرة الزوجية، واكتشفت مؤخرا أنها تغتابني في مجالس النساء، وتتكلم علي بكلام قذر غير لائق أبدا، وقد لامها كثير من أهلها على ما تفعله معي، وقد عافتها نفسي بعد ذلك، ومن ثم ذهبت إلى بيت أهلها وتركت كل ما يخصها عندي في البيت من ملابس وذهب وغيره، وطلبت مني الطلاق مقابل تنازلها عن كل حقوقها ومستلزماتها، وهذا الكلام أرسلته لي برسالة جوال، وبعد أن هجرتها بفترة طويلة تزوجت بفتاة أخرى، وبعد تقريبا سنتين من الهجر طلقتها على ورقه أنا كتبتها وشهد عليها 2 شهود، وأرسلتها لهم، ولكن أهلها رفضوا التنازل وطلبوا مني جميع حقوقها ونفقتها عن الفترة الماضية، علما بأني سألت شيخا وحكيت له قصتي مع هذه الزوجه العنيدة وقال لي إنها زوجه ناشز، ولك أن تطلب منهم ما تشاء حتى يحصلوا على ورقة الطلاق، وأنا نويت أن أذهب للمحكمة وأستخرج صك طلاق موثق من المحكمة، علما بأني في السعودية وطليقتي في دولة عربية مجاورة وأنا غير سعودي، الآن يا شيخ ما الحكم في ذلك أنا أريد أن أبرىء ذمتي ماذا يترتب على أن أفعله بالضبط، أرجو الإفادة ولكم خالص الشكر والتقدير؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت زوجتك قد تركت منزلك دون عذر وذهبت لبيت أهلها دون إذنك، فهي ناشز تسقط نفقتها بذلك، وانظر لهذا الفتوى رقم: 6895، وإذا كان الحال كما ذكرت من عصيانها لك وإساءة عشرتك وطلبها للطلاق دون مسوغ، فقد كان من حقك أن تمتنع من طلاقها حتى تسقط لك حقها من المهر أو بعضه، وانظر لذلك الفتوى رقم: 8649.

أما وقد طلقتها دون أن تشترط عليها إسقاط حقها، فقد ثبت لها ما يثبت للمطلقة من حقوق (باستثناء نفقتها إذا كانت ناشزا)، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 20270.

ولا عبرة بما كان منها قبل ذلك من طلب الطلاق مقابل التنازل عن حقها، لأن الظاهر أنك لم توافق على طلبها بدليل تأخرك عن طلاقها هذه الفترة الطويلة، وأخيرا ننصحك بمراجعة المحكمة الشرعية في هذه القضية.

والله أعلم.