توفي قريب لي قبل أسبوعين في بريطانيا بنزيف في المخ. فقد وجده جيرانه فاقد الوعي خارج بيته فأخذوه إلى المستشفى حيث مات بعد أيام، والدكاترة لم يستطيعوا أن يقرروا شيئا فهل انزلق الشخص وجرح رأسه أم هاجمه أحد؟ ونتيجة لذلك لم يصدروا شهادة موته، وأفادوا أن المسألة لا بد أن تحقق من قبل الشرطة وأن تشرح الجثة، ولسبب ذلك بقيت جثة قريبي في معرض الجثث المجهولة بدون دفن، وعائلتي كانت قلقة جدا لأننا كنا نريد دفنه في وقت قريب حسب تعاليم الشريعة. وأفادت الشرطة أن هذه القضية قد تستمر شهرين حتى ينتهي هذا التحقيق، واثناء ذلك لا يسلمون الجثة لأنهم يجرون الاختبار على مخه، وقالوا إنه بإمكانهم أن يسلموا الجسم بدون مخ للدفن إذا أردنا ذلك، وسؤالي الآن: هل يجوز دفن الجسم بدون مخ في الشريعة الإسلامية، أم نتنظر حتى تكمل الشرطة تحقيقها وتسلم الجسم في صورة لائقة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فعليكم أن تسارعوا في دفن صاحبكم، ولو تم ذلك بدون مخه، لأن نصوص السنة تدل على الإسراع بالجنازة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسرعوا بالجنازة، فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن كانت غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم" وهذا الأمر بالإسراع كغيره من الأوامر مقيد بالاستطاعة، وما دام الشرطة مصرين على بقاء المخ عندهم فترة طويلة، فهذا يعني أن الذي في استطاعتكم الآن هو دفن الجثة بدون المخ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.
وعليكم أن تظلوا على متابعة مستمرة للمخ حتى لا يلعب به، ولا يستخدم لغير غرض التحقيق، وعند الانتهاء من ذلك يدفن بجوار صاحبكم، إن أمكنكم ذلك، وإلا ففي أي مكان آخر.
والله أعلم.